Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/03/2013 Issue 14787 14787 الأحد 12 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

كنا ضيوف الشرف المحتفى بهن في مناسبة جميلة أقامتها جامعة الأميرة نورة احتفاء بعضوات الشورى، تحت رعاية الأميرة حصة الشعلان.

في فورة مشاعر الابتهاج أحسست الأمر يشابه ملامسة قوس قزح.

كان تنظيم الحفل رائعا.. أشكر عليه مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل وفريقها النشيط من الأكاديميات والطالبات.

الزميلة فاطمة القرني أمتعتنا بإلقاء قصيدة محبوكة تصف بها حوارا دار بينها وبين صديقة لها عن ردود فعل البعض حول التعيين الذي فاجأهن! لم يكن الابتهاج ما وصفت به مشاعرهن!

على العشاء قالت لي متفائلة: لم لا نحتفل بأمسية شعرية؟ أليس ربيعا جميلا؟

هو فعلا ربيع جميل ببداية موسم واعد يستثير الشعر.

وجوه شابات الجامعة وأجواءها الأكاديمية المميزة والأجواء الربيعية المنعشة استثارت فيّ انفعالات وأحاسيس الشباب.

كم أحب الشباب: أشعر أنني أم لهم ولهن جميعا.

أتأمل تحركاتهن كفراشات أنيقات.. تحلق بي أفكاري عائدة لفضاءات ذاكرة الفصول والتقلبات والموروث المشترك بين كل أم وصغيراتها.

كم هو مصيري وحاسم أن نتقن التوازن في العلاقات بيننا وبينهن. هذا الجيل الذي حملناه مسؤولية تعتيم معظم مشاعره الطبيعية وحجرنا عليها بدلا من أن نعينه على التعامل معها بتقنين النضج .. ثم يفاجئنا أن نكتشف مرة بعد أخرى أنه ينحرف مدمنا التعايش مع الظلام الإنفعالي. شاب يفجع أمه بمهاتفة من سوريا أو العراق حيث تشتعل الصراعات القاتلة، وآخر تنشب فيه براثن المروجين والمخدرات، وشابة تهرب في غمضة عين لتتلقفها في النهاية دور الرعاية، ورابعة تقرر أنها لا ترغب في جنسها الذي خلقت به جسدا.

ليس جيلا أو جيلين سقط معظمهم في فخ فقدان الوجهة!!

لا أملك إحصائيات عن أعداد الذين ارتبكت حياتهم وحياتهن مع كل المتغيرات السلبية، ولا عن الذين قرروا الهجرة بحثا عن وظيفة مُرضية عزت وندرت فرص الحصول عليها في الوطن والبلد تعج بملايين المستقدمين. ولا أجرؤ أن أفكر في أعداد من لن يعودون منهم، لأنهم سيعلقون في طعم دول تكافئ تأهيلهم ومواهبهم، أو سيدمنون مذاق مجتمعات لا تمنع الإبتهاج ، ولا تجرم الشعور بالفرح..!!

تشدني من أفكاري إعلامية متمرسة انتهت من مقابلة مديرة الجامعة في الجانب الآخر من مائدة العشاء.. ولفت تصر على محاورتي حول شعوري في هذه المناسبة التاريخية وهذا الاحتفال بسيدات الشورى في هذا الصرح التعليمي الشامخ؟

بزاوية عيني وومضة وعيي التقط ملامح زميلة تترصد تفاعلي مع السائلة:

هل سأقبل أم أرفض الحوار!

لا يهمني رأيها! هناك ما هو أهم: لا أريد مطبات إعلامية ولا مشانق تنصب لتجريم سيدات الشورى لمجرد أنهن يحلمن بإطلاق سراح المرأة من ارتهانها والشباب من ارتهانهم والمجتمع من ارتهانه والوطن من ارتهانه.. ولأنهن يرغبن في ربيع مزهر مثمر لا ربيع تصحر مدمر..

كيف سأختصر لها كل ما كان يمر في رأسي من مشاعر حول كل هذه المدخلات وتداخلاتها؟ كيف أوضح لها أن ردود الفعل من بعض منحصري الأفق أضافت إلى كل هذا الاحتفال والبهجة مذاقا مسمما بفعل حاقد وحاسد ومحتشد بأوهام فوقيته ومجتهد يتكهن بنيات أعضاء الشورى.. ثم فوق ذلك المنطفئ البصيرة الذي لا يرى ولن يرى ماذا فعلت أجيال من أمثاله بأجيال من أبنائنا وبناتنا ووطننا؟ كيف أقول لها: هناك من يحاول أن يحرق خشب السفينة بزعم أنها مبتلة! ولا يرى أنه سيحترق مع كل ركابها محاصرا بين الحريق والغرق بعيدا عن شاطئ أمان؟

قررت أن لا أنجذب لفخ الضجيج الذي حُذرنا منه.

واعتذرت.

تبتسم الدكتورة هناء عن بعد فتستعيدني إلى بر الأمان.

هي ذاتها هناء التي قبل عام قالت لي بعد كلمتي في مؤتمر حول منهج الاعتدال والوسطية سوف أستعين بورقتك في منهج البنات..

هناك أمل أن نستعيد هذا الجيل من فخ الإستلاب الفكري وتشوش الهوية.

حسنا لن أستسلم لكل هذه الأفكار التي تسرق الفرح من اللحظة.

قلت للدكتورة هدى العميل: شكرا على احتفائكم الجميل..

وقلت لنفسي: هنا في هذا الصرح وأمثاله وهناء وأمثالها يكمن الأمل القادم بلا صخب!

حوار حضاري
لا ارتهان.. ولا صخب
د.ثريا العريض

د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة