Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/03/2013 Issue 14787 14787 الأحد 12 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

علينا أن نشكر منظمي المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) السنوي، الذي دأب لأكثر من ربع قرن على التنوّع والاختلاف، فهو أصبح من العلامات الثقافية البارزة التي ارتبطت باسم المملكة، هذا أمر لا خلاف عليه، ولعل فكرة ضيف الشرف منحت هذا المهرجان بعداً عميقاً في عرض ثقافات الشعوب الأخرى، لكنه غالباً ما يتجاهل جوانب أخرى، لو تنبَّه لها لتحوّل إلى مهرجان عالمي يجذب الأنظار.

غالباً يبدو الخلل من اللجان العاملة من جهة، ومن التوقيت الزمني من جهة أخرى، أي أن عمل اللجان يبدأ متأخراً غالباً، وقد تعترضه بعض التدخلات التي تعيق من انتظامه، فمثلاً كان ضيف الشرف لهذا العام دولة الصين، وهي بلا شك دولة عظيمة بتاريخها واقتصادها وفنونها وآدابها، وجاءت المفاجأة التي احتفل بها مغردو تويتر، ونصبت لها (الهاشتاقات) فرحاً واحتفالاً، وهي قدوم الممثل العالمي الشهير جاكي شان، وهو بالطبع يعد مطمعاً لكثير من الجماهير، رجالاً ونساءً، حتى بدأت التوصيات الساخرة بأنه على الفتيات أن يتعاملن باحترام مع النجم الشهير، وألا يرقصن أمامه باستهبال، بل بعض الشباب أوصى الشرطي العنزي الذي استقبل النجم الجماهيري ميسي بالبندقية، ألا ينسى موعد وصول جاكي شان، ولكن وبعيداً عن السخرية لا ينكر أحد بأن الفنان هو واجهة وطنه، وهو المعبِّر عنه، ونجم بقامة جاكي شان أحد أعمدة السينما العالمية الجديدة يستحق الترحيب والاهتمام، لكن الغرابة أن تحتفي بلدنا بنجم سينمائي كبير، رغم أننا نمنع السينما، وربما نكون نحن البلد الوحيد في العالم الذي يسافر سكانه إلى دول الجوار لمشاهدة فيلم جديد!

كم كانت لجنة المهرجان ستلفت الانتباه لو تبنت دعوة الأديب الصيني الكبير مو يان (57 عاماً) إلى الجنادرية، ونظَّمت له أكثر من محاضرة، وخصوصاً أنه آخر اسم ازدانت به قائمة جائزة نوبل، حينما فاجأ الجميع العام الماضي بحصوله عليها، وهو الذي تربع على عرش الأدب الصيني بإحدى عشرة رواية، وثلاثين قصة طويلة، وثمانين قصة قصيرة، وأكثر من عشر جوائز عالمية هامة، وترجمت أعماله إلى معظم لغات العالم، آخرها اللغة العربية كالعادة طبعاً.

لا أريد أن أقول بأن اللجنة المشرفة على البرنامج والدعوات لا تعرف أصلاً من هو (مو يان)، حتى لا اتهمها بالجهل في الأدب، لكنني أظن أن اختياره، ولو مع زميله الممثل جاكي شان، سيكون أمراً رائعاً... ولكن يبدو أنهم يتنبأون بقلق مو يان حينما سأله أحد الصحفيين، بأن الناس يحملون آراء متشائمة تجاه الأدب، وأن الأفلام والتلفزيون والإنترنت قد جذبت الناس عن الأدب، فأجاب بقلق وعناد: الأدب لن يفنى أبداً.

وحين يجزم بذلك، فهو يدرك أهمية الأدب حتى مع وجود السينما، وذلك بتحول بعض رواياته إلى السينما، بما يعني أن الأدب يعد رافداً هاماً ونشطاً للفن السابع، ولا يلغي أحدهما الآخر، كما فعل مهرجان الجنادرية الذي ألغى الأدب بغياب مو يان، في مقابل حضور السينما بقوة، عبر الممثل البارز جاكي شان.

هل أتحدث أكثر أم أصمت؟ يبدو أن اسم الروائي الصيني مو يان، والذي يعني بالصينية: لا تتحدث، أو: اسكت، يحرضني على أن أمثل لاسمه ذي الدلالة الرائعة، فأصمت في حضرة حديثك أيها القارئ.

نزهات
جاكي شان... اسكت!
يوسف المحيميد

يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة