Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 25/03/2013 Issue 14788 14788 الأثنين 13 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

اتفق العرب - في ظاهرة نادرة الحدوث - أن يكون يوم الأم في الواحد والعشرين من مارس من كل عام، وهو بداية انطلاق فصل الربيع والخير والجمال. في حين يختلف سكان الأرض على تاريخ الاحتفال بيوم الأم.. تتفق القلوب وتتحد المشاعر والأحاسيس في سائر أرجاء المعمورة على أن (ماما) بكل اللغات هي الكلمة الأجمل والأعذب على الإطلاق.

هي التي ولدت وتحملت ويلات الحمل والولادة، وهي التي رضّعت وربت وحمّمت وداوت وسهرت وبكت ورفعت كفها إلى السماء ودعت, وفي النهاية قدمت للدنيا أبناءها بعدما غرزت فيهم القيم والأخلاق وبعدما غذتهم بالقوة والصبر والإيمان.

هي التي يكبر أبناؤها ولا تزال تراهم أطفالاً صغاراً تتمنى أن تضمهم إلى صدرها وتحميهم غدر الدنيا ومصائبها؛ فإن توفيت شعروا فجأة بالكبر والشيب والشيخوخة.

هي التي جعلت أبناءها سر سعادتها, وراحتهم قضيتها الكبرى، ونجاحهم في دروب الحياة المختلفة حلمها وغايتها؛ فتجدها تذرف الدموع على سرائك وضرائك، وتبكي فرحاً حين تباغتها بخبر سار عنك، وتفرح وتضحك حين تراك سعيداً دون أن تعلم ما بك، تشقى وتسهر حين ترى الحزن والألم يأكل منك ويحاصرك ويخنقك؛ فتتمنى لو كان بإمكانها أن تقاسمك الوجع أو أن تحمله عنك لتخفف عنك وتواسيك وترسم الابتسامة على شفاهك مرة أخرى.. هي التي تقدم وتعطي عطاءً سخياً ولا تطلبه عليه جزاءً أو شكوراً.. هي الموجودة دائماً من أجلك.. في كل مراحل حياتك.. في الشدة والرخاء، في السراء والضراء.. تدعو لك في امتحاناتك في السر والعلن أمامك وخلفك.. وتسعد بنتائجك وتباهي بك أمام الأهل والأصدقاء، وكأنك الوحيد الناجح بينهم. هي التي لا يرضيها سوى سعادتك، ولا تتمنى سواها.. تريدك ناجحاً ومشرقاً ومتفجراً بالحياة بكل مفرداتها، ولا تسمح حتى لحبها بأن يمنحك الألم.

(أنتَ) حبها وسندها وعزوتها و(أنتِ) ابتسامتها وروحها وقلبها الذي يمشي على الأرض.

نحن دعاؤها الصادق في سجداتها وركعاتها، نحن همها الذي لا يفارقها، نحن دموع الفرح والضيق، نحن قصتها وحكايتها وقضيتها التي لا تزيدها الأيام إلا جمالاً ونقاءً.

فكم نحن مقصرون.. وعن حقها العظيم علينا غافلون.. نمضي في هذه الدنيا ونعتقد أننا حققنا إنجازاتنا بأنفسنا وصنعنا نجاحاتنا بعرق جبيننا، وننسى أن بركاتها تحيط بنا وبعد الله كان رضاها سر توفيقنا ودعاؤها ودموعها سبب تفريج همومنا وتيسير أمورنا.

مهما مضينا في هذه الدنيا وحدنا.. ومهما بعدتنا عنها المسافات والظروف تبقى هي الشمعة التي تنير حياتنا، النور حين يغطي عالمنا الظلام، البسمة حينما تتغير وجوه الجميع.. هي التي لم ولن تتغير حينما يغدر بنا الزمن ويخوننا الأوفياء وينسانا الأصدقاء ويعادينا الحساد.. وهي الوحيدة التي لا تغار منك بل تصفق لك، وتشجعك، وتهنئك، وتحتفي بك، وتشد على يديك.

فأدام الله كل أم شمعةً وفرحةً ومنبع أمان وحب..

ورحم الله كل أم أرادها الله بجواره وأسكنها فسيح الجنان بقرب الرحمن.

ختاماً.. كلمة شكر وامتنان أعلم كم هي متواضعة أمام جبال العطايا وأنهار الحنان والعفو.. أقولها لأمي.. «أنت الأغلى والأروع والأهم.. وجودك في حياتنا يمنحنا القوة والعزيمة لنواصل مشوار الحياة..

شكرا لأنك كنت بجانبنا أبا ً وأما ً وملاذا ً نهرع إليه كلما باغتنا الحزن أو الفرح..

رحل أبي-رحمه الله- مخلفا ً حزنا ً عميقا ً في نفوس أبنائه, وإذ بك تزرعين بذور الأمل والحياة في نفوسنا من جديد, وتشدين على أيدينا وتساندينا لتحويل حزننا لطاقة تدفعنا للأمام, وها هم ثلاثة من أبنائك كلٌ منهم في بلد للتحصيل العلمي والتفوق الدراسي..

نمشي في دروب الحياة ودعواتك بعد الله هي من تحفظنا وتقوينا, وحلم إسعادك ورفع رأسك لا يفارقنا لحظة..

شكرا أمي.. فقد كنت مدرسة علمتنا ولا زالت تعلمنا الكثير».

Twitter:@lubnaalkhamis

ربيع الكلمة
الدنـيا.. أم
لبنى الخميس

لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة