Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 25/03/2013 Issue 14788 14788 الأثنين 13 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الرهان على الطاقتين النفطية والشمسية لا يزال محتدماً، ولم يعد الآن في خانة أو مرحلة التكهن، أو التأمل، إنما بات حالة من السباق المحموم على إنضاج هذه الفكرة والاستفادة منهما قدر الإمكان، لكي تكون هذه الطاقة الشمسية مع الأيام بديلاً معتبراً وأساسياً عن طاقة النفط في يوم من الأيام.

فكما هو معلوم أننا في الجزيرة العربية وعلى تخوم الخليج العربي عانينا من أيام مسغبة وعطش بل والتضور جوعاً والتصحر موتاً ومرضاً، فكان أهلنا قبل عشرات السنين عالة على من حولهم حتى في الطعام اليسير، إلا أن الحياة تبدلت ليتحول المجتمع فيما بعد النفط إلى صورة معيشية مختلفة حينما ازدهرت فرص الحياة والعطاء ورغد العيش حتى بدأنا نؤرخ لما قبل أو بعد النفط كعلامة فارقة في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية.

ومثلما جاءتنا نعمة الثروة النفطية، ورُزقنا بسببها الخير الكثير، إلا أن هناك من الباحثين وأصحاب الدراسات من يشكك في أمر استمرارها في التدفق، فالنفط قد يؤول إلى التلاشي وربما النضوب، ومن هنا لا بد لهذه الطاقة الشمسية أن تحضر بقوة في الكثير من الأفكار والدراسات التي تؤكد أننا موعودون بأمر إيجابي في هذا المجال لتكون الشمس ثروة جديدة ومصدر حياة فاعلة من أجل أن يتواصل البناء الحضاري والتقدم الصناعي لتزدهر منظومة الحياة أكثر فأكثر..

كما أن الطاقة النفطية ورغم ما يقال عنها أنها وشيكة النضوب، إلا أنه قد لا يكون في الوارد المنظور، ولا خوف عليها كمصدر للطاقة، فهي لا تزال مصدراً حيوياً كالماء والهواء، وهذا من خلق الله ومن سننه وأسراره، فلا يجب أن نخشى ونبالغ في التصور والتشاؤم وقرب النهاية.

ولكي نبدأ العلاقة السليمة والمتوازنة مع الطاقة الشمسية باعتبارها حالة يجب التعاطي معها بوصفها بديلاً سليماً وطاقة متجددة ونقية وخالية من التلوث والمخلفات، فمن الأولى أن تبدأ مشاريع تحلية المياه المالحة على وجه الخصوص وتوفيرها معتمدة على هذه الطاقة الناشئة، ولنَجِدَّ في التصنيع والإنتاج من أجل بناء معادلة حياتية مهمة تحقق للأجيال أهم مكتسباتها.

فمن خلال الطاقة الشمسية المتجددة من الأجدى أيضاً أن نعيد للمياه الجوفية نبضها ووجودها الضروري من خلال ضخ المياه في جوف الأرض، لتخلق توازناً في المياه، وهو مشروع ممكن وإن كانت تكاليفه عالية.

فالطاقة الشمسية إن فُعلت كمشروع وطني ناجز فإنها ستسهم في بناء منظومة الماء والغذاء وسائر تركيبة الحياة على هذه الأرض، ولكي نبرع في استغلال ما حبانا الله به أن نعتمد على قدراتنا الذاتية ومقدرات أرضنا وربما يأتي الماء ركيزة قوية لا بديل عنه في أي مجال. فاحتياجات الإنسان من الثروة المائية والغذائية ركن أساسي لا بد أن يتوفر بشكل مناسب يحقق التوازن المطلوب للبقاء، فحينما تستغل الطاقة الشمسية من أجل تحلية المياه المالحة على سبيل المثال لا شك أن الزراعة ستزدهر وتتوفر معها الكثير من احتياجاتنا اليومية من اللحوم والخضار والفواكه، وهذا أمر ليس مستحيلاً أو مستبعداً، بل هو خطوة أولى من أجل بناء الاكتفاء الذاتي بدلاً من هذا الاتكاء على الاستيراد الذي لا شك أن من يروج له هم المنتفعون والنهمون للمال والمتاجرة حتى في الغذاء والماء!!

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
رهان الطاقتين
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة