Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 25/03/2013 Issue 14788 14788 الأثنين 13 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

حتى اليوم، لا أحد يريد أن يتحدث عن اللواء عمر سليمان، فهذا الرجل الصامت، رحل صامتا في ظروف غامضة، فقد كان خبر وفاته مقتضبا، ورغب الجميع أن يبقى كذلك، مع أن العادة جرت على أن يتحدث الإعلام طويلا عن من هو مثله، خصوصا الإعلام الغربي، فرجال المخابرات من أهم الشخصيات التي يحرص هذا الإعلام على نبش أسرارها، وغالبا ما تكون مادة دسمة في موائد الصحافة العالمية، ولم يكن سليمان شخصية عادية، فقد كان ركنا أساسيا من أركان نظام الرئيس مبارك، وكان مسؤولا عن أخطر الملفات، وأكثرها سخونة، ونعني ملف «الإخوان المسلمين» في الداخل، وملف القضية الفلسطينية، إذ كان على علاقة متينة بالقيادات الفلسطينية، سواء الفتحاويين أو الحمساويين، فما هي حكاية هذا الغموض؟!.

الكل يعلم أن سليمان كان في كامل صحته وعافيته، ولو لم يكن كذلك لما ترشح للرئاسة المصرية، ولم تشر التقارير حينها -من قريب أو بعيد- إلى معاناته من أي عائق، وقد صرح بعض المقربين منه بأنه لم يكن يعاني من أي مشكلة صحية، وفجأة نادى المنادي بأنه قد مات أثناء إجراء عملية جراحية له في الولايات المتحدة، ولعلكم تذكرون أنه تم نشر صور حينها تزعم أنه قتل في تفجير دمشق الشهير، فهل تم اغتيال هذا الرجل لتموت أسراره معه، وإن صح ذلك فمن الذي قتله، ولماذا؟!.

إن الذي يدعوني للحديث عن هذا الملف الآن هو بعض التقارير التي أشارت إلى أن عمر سليمان كان وطنيا يضمر خلاف ما يعلن، وأن له جهودا خفية في خدمة حركة حماس، فقد صرح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور موسى أبو مرزوق بأن اللواء عمر سليمان وزير المخابرات المصرية الراحل كان رجل دولة بـ»امتياز»، وإنه كان يقف ضد محاولات استهداف الحركة»، ويضيف أبو مرزوق بأن سليمان كان يؤكد دوما على أهمية المحافظة على حركة حماس وبرنامج المقاومة، وهذا الحديث الإيجابي عن سليمان من قبل أبو مرزوق وغيره لم يخرج إلى العلن إلا بعد أن أيقنوا أن تنظيم الإخوان المسلمين الحاكم في مصر لن يكون على قدر تصريحاته إبان وجوده في المعارضة، وذلك فيما يتعلق بقضيتهم، فالذين كانوا يهتفون بأنهم «على القدس رايحين»، أكدوا منذ اليوم الأول على حفاظهم على كل المعاهدات التي عقدت مع إسرائيل، كما أنهم بادروا بإغلاق المعابر، ولا زالوا يتعاملون مع القضية الفلسطينية بذات الطريقة التي تتعامل بها الأنظمة العربية معها منذ عقود، ولعل هذا هو السبب الرئيس للتسريبات التي تحدثت بإيجابية عن عمر سليمان، وهذا يؤكد للمرة الألف أن تنظيم الإخوان لا يختلف عن النظام الذي سبقه كثيرا، كما يؤكد أن جل ما قيل عن سليمان أثناء الثورة وبعدها كان محض افتراء، فهل يا ترى سنسمع المزيد من المفاجآت عن سليمان وغيره في قادم الأيام؟!

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
عمر.. المفترى عليه!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة