أعلنت هيئة مكافحة الفساد، تلك الهيئة المنشأة حديثاً عن تسليمها مبالغ مادية لأناس شرفاء قاموا بالإبلاغ عن قضايا فساد، وتم التأكد منها من قِبل هيئة الفساد، بل إن البعض من المواطنين الغيورين على وطنهم وتهمهم مصلحة الوطن أولاً وآخِراً رفض، بحسب الإعلان استلام المبلغ المُخصص لهم، وما ذلك إلا دليل على أن الرغبة موجودة لدينا للقضاء على هذه الظاهرة التي أحست بوجودها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - مما حدا به إلى إنشاء هذه الهيئة التي نعوِّل عليها كمواطنين الشيء الكثير للقضاء كما ذكرت على هذه الظاهرة الخطيرة التي تُعاني منها دول العالم قاطبة.

أنا هنا أُهنئ هيئة الفساد التي شككَ فيها الكثيرون في بداية مراحل إنشائها، وأدعو الله لهم التوفيق والسداد في طريق الحق وحصد تلك الجذور التي ترعرعت في مجتمعنا، وارتوت فساداً وتغلغلت بيننا.

عوداً على ذي بدء أقول: الكثيرون شككوا في مشوار الهيئة، وأن لا فائدة منها بل الهدف منها التخدير والإسكات، وكنت دائماً أُجابه ذلك الكلام بقولي: إن حصد تلك الجذور لا بد أن يكون من الأسفل إلى الأعلى أي من أسفل الهرم إلى قمته، لنصل إلى أعلى الشجرة لتلك الظاهرة الخطيرة، وها هي ثمار الهيئة تُؤتي أُكلها علينا من خلال الكشف اليومي عبر وسائل الإعلام عن مشاريع وقضايا وقصص تحكي الواقع الذي سببه هو قلة الوعي الديني للأسف، لأننا وصلنا إلى مرحلة حسم وفصل ما بين الخوف من الله إلى تطبيق أقصى العقوبات فيمن يتلاعب بأموال الدولة ويستغل موقعه كائناً من كان كما ذكرَ ذلك مولاي الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -.

أما الرسالة التي أوجهها ويُوجهها كل مواطن مسلم غيور على بلده يخشى الله في وطنه وفي لقمة عيشه أن يتعاون مع هيئة الفساد محتسباً الأجر من الله عز وجل بدون التطلع إلى مكافآت، ولو أن ذلك من حقه ولكن ليكون همّه الأول وجل طموحةه أن نقضي على الفساد لننعمَ بعيش رغيد من خلاله نرى مشاريع عملاقة تخدم الجميع بدون تعثرات وبدون تأخير.

لذا من هذا المنطلق يجب علينا جميعاً أن نتكاتف ونعمل جاهدين بالتعاون مع هيئة الفساد ولا نتوانى في سبيل مساعدتها مهما كان، ولنكشف الحقائق ونعلن للملأ أننا ماضون في سبيل تنظيف المجتمع من كل ما يُسيء له ويُؤخر نموه وتطوره وازدهاره بالشكل المطلوب الذي تطمح إليه حكومة المملكة العربية السعودية والذي يتناسب مع ما ننعم به من اقتصاد قوي.

أخيراً أُذكِّر الجميع أن هيئة الفساد وضعت وسائل تواصل جمّة عديدة من خلال أرقام هواتف وبريد إلكتروني على موقعها للتواصل والإبلاغ.