Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 26/03/2013 Issue 14789 14789 الثلاثاء 14 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تتميز محاضرات الجامعة الإسلامية دون غيرها بالحيوية والمتعة، فلا يشعر الضيوف إطلاقا بالملل أو التذمر. حيث دأبت الجامعة على بدء حفلات محاضراتها بالتقديم الموجز للضيف المحاضر، وتنفرد بتلوين البرنامج بأبيات بديعة من الشعر يلقيها بعض طلبتها من غير العرب لاسيما الأفارقة الذين لا يتكلمون العربية أصلا، وتعجب من تخصصهم الجامعي والأعلى بها وببلاغتها وبحورها وقوافيها!

وفي حين تصطبغ المحاضرات العامة غالبا بالرسمية والأبهة؛ تقلب إدارة الجامعة المعايير وتقدمها بأسلوب تلقائي لطيف يخرج المدعوون مسرورين وكأنهم حضروا عرضا مسرحيا متعدد الفصول! وهو ما رأيناه في محيا الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع، والأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة ومرافقيهما والمدعوين في الجامعة الإسلامية.

قدم الأمير خالد محاضرة بعنوان (المواقف الإنسانية في حياة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان عبدالعزيز آل سعود) تحمل مضامين واسعة عن شخصيته -رحمه الله- ومواقفه ومشروعاته الخيرية العلمية والتعليمية والبحثية والمسابقات، وإسهاماته الإنسانية الكبيرة في شتى المجالات من مال وجهد ووقت في سبيل خدمة دينه ووطنه وأبناء وطنه والمسلمين في شتى أصقاع الأرض، وكشف الأمير خالد عن أن الفقيد أوصى أبناءه قبل مماته باعتماد سياسة الأبواب المفتوحة، وعدم ردّ أصحاب الحاجات، حيث كان يرى أن الله تعالى أكرمه بهم ليزيد في حسناته فكيف يردّهم؟! كما أوصاهم بالبشاشة ساعة استقبال الناس وعند قضاء حوائجهم وحال توديعهم، مؤكداً أنه لم يكن يعمل من فراغ، بل من عقيدة وإيمان ورؤية إستراتيجية. وهو ما يجعلنا مطمئنين أن سموه لم يمت طالما سيستمر عطاؤه وكرمه.

أجمل المواقف الإنسانية التي تخللت محاضرة الأمير خالد بن سلطان؛ مفاجأة الجامعة الإسلامية بإضاءة إنسانية بالغة التأثير وهي حضور الطفل عبدالله الجريد للقاعة على كرسي متحرك، وهو الطفل الذي كان يعاني من آلام في الظهر، وقد تكفل الأمير سلطان بعلاجه وحين استقبله بديوانه حمله بين يديه وداعبه وتفجرت البراءة من الطفل بالامتنان بقوله للأمير: أنا أحبك، فبادله -رحمه الله- نفس العبارة: وأنا أحبك!

ولم يكن الأمير خالد بعيداً عن خلق والده؛ حيث نهض من مكانه قاطعا تسلسل المحاضرة للترحيب بالطفل عبدالله الذي أفاض بالحديث عن المواقف الإنسانية لسلطان الخير، رافعا في الوقت ذاته المسبحة التي أهداها إياه الأمير سلطان عند استقباله له. ولعل وجود الطفل وذكر إنجازات المحسنين يحفز الموسرين على العطاء لذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمعوزين.

شكراً للأمير خالد بن سلطان وللدكتور النبيل محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية، حيث لم تكن المحاضرة لتذكر مآثر الفقيد والترحم عليه فحسب؛ بل كانت امتداداً لاسترجاع العطاء والكرم السلطاني الذي لا يتوقف!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
الجامعة الإسلامية والأمير خالد بن سلطان
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة