Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 26/03/2013 Issue 14789 14789 الثلاثاء 14 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في مقال الأحد أكدت عبر زيارة وخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إسرائيل هي القوة المطلقة في المنطقة، وهي أيضاً الأكثر تنمية وتحديثاً والأكثر تقدماً ودقة في الجوانب الاقتصادية والرعاية الاجتماعية والتعليمية والإنتاج، إضافة إلى القوة العسكرية الكبيرة والنفوذ السياسي العالمي الهائل.

فقد استطاعت أن تبني في ستة عقود الكثير، مقابل خسائر وهزائم وتخلف وتراجع وانتكاس في الدول العربية، وهي انتكاسة مستمرة بلا شك، في الوقت الذي تسيطر نظرية المؤامرة على الشعوب العاجزة والمثقلة بالفقر والجهل والفساد.

والحقيقة أنه وباستثناء دول الخليج العربي التي استفادت من الثروة النفطية المتوافرة للمضي قدما في التنمية الاقتصادية، مع بعد سياسي واقعي جداً، فإن الخريطة العربية تبدو هشة جداً، كما أن اتجاهات المستقبل ضائعة بين الأمنيات وأضغاث أحلام.

ففكرة المواجهة العربية - الإسرائيلية لم تعد هدفاً أو حلاً، كما كان يقال لنا لعقود مرت، المواجهة هي المشكلة وليست الحل، هي الخسارة للوقت والجهد والطاقة والأجيال.

إسرائيل ليست دولة ضعيفة أبداً، كما أنها ليست وحيدة أيضاً، لو فهم الزعماء العرب من الخمسينات الميلادية ما تقوله الولايات المتحدة وبريطانيا علانية بحق العلاقة مع إسرائيل ونوع الدعم السياسي والعسكري، لفكروا كثيراً في المغامرات خارج ميزان القوى الفعلي.

(ستيوارت سيمنجتون)، وزيرُ سلاحِ الطيرانِ الأمريكي في الفترةِ ما بينَ (1947 - 1950)، كانَ يصفُ (إسرائيل) بأنّها حاملةُ الطائراتِ التي لا تغرَق!!

وهذا التصوّرُ هو الثابت في السياسات الأمريكية وبدعم دائم من أعضاء الكونجرس، وخط ثابت في قرارات البيت الأبيض، فإسرائيل ليست مجرد حليف قوي، وليست - أيضاً - مجرد لوبي ضاغط وحسب، لكنها الواجهة والموقع المتقدّم والموثوق للدفاعِ عنِ المصالحِ الأمريكيةِ بالشرقِ الأوسط الكبير (يضم شمال إفريقيا)، ومحور عسكريّ واستراتيجي ثابت في الشرقِ الأوسطِ والبحرِ المتوسّط.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية نقلت أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل الحليف الأقوى لدولة إسرائيل وأن مدى أهمية العلاقة بين إسرائيل وأمريكا، عبر عنه نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” خلال اللقاء الذي عقد بين وزير الدفاع الأمريكي “جاك هيجل” وقادة المنظمات اليهودية قوله: إن إسرائيل هي أرخص سفينة حربية لنا وأجودها، لأنها لا يمكن أن تغرق أبدا..!

الصحيفة نفسها أكدت أن إسرائيل تعد أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم، حيث تقع في منطقة حيوية ومهمة للأمن القومي الأمريكي..!

والحال ليس مع أمريكا حيث الدعم الذي تحظى به إسرائيل عالمياً، من القارة العجوز - أوروبا، والقوة العظمى السابقة روسيا، إلى القوى العالمية المؤثرة الجديدة حيث الهند والصين! لذا يبدو أن الخيار المتاح اليوم لدول المنطقة هو إعادة التفكير وصياغة المواجهة إلى شيء آخر أكثر فعالية وإيجابية للشعوب، أكثر واقعية، وأقرب احتمالات المستقبل للبقاء المشترك، ولعل السلام الاقتصادي أبرزها، إنما لم يكن هو الحل!

حاملةُ الطائراتِ التي لا تغرَق!!
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة