Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 26/03/2013 Issue 14789 14789 الثلاثاء 14 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

المثبطون كائنات حية، لكنها غير مجدية، وغير منتجة، وغير نشطة، وغير فعالة، هم مثل جدار أثري معزول، بيداء قاحلة هم، شمس حارقة، عرجون قديم، وشجرة يابسة، وبركة ماء سبخة، في دواخلهم توجسات مخبأة، وكتل رماد، وحصى، لا سحبهم تحمل ماء،

ولا شواطئهم فيها بلل، ولا قمرهم مضيء، وسفوحهم غير مخضرة، وتنقصهم الرؤية، وجوههم متشابهة، مثل قطعان البعوض، ينتشرون تحت جنح الظلام، لا يعرفون اليقظة، ولا عندهم موسم حصاد، ولا مهرجان للفرح، ولا كرنفال للحب، يهاجرون دائما من أنفسهم لأنفسهم، لديهم ضائقة، وليس عندهم اتساع، ولا عندهم حلم، ولا مخيلة ولا يعرفون عوامل الترقية، ولا أبجديات الهمة، ولا مقومات التطلع، تفوح منهم رائحة الكسل الممنهج، لا يعرفون النور، ولا انبلاج الصباح، ولا لغة العمل، يرمقون العشب، لكن لا يستطيعون أن يزرعوا العشب، مفلسون، في عيونهم عتمة، ولا عندهم طموح، حياتهم غير مليئة بالشموع، انطفئت عندهم كل الشموع، يجلسون تحت السلالم، ينامون على مضض، ويصحون على مضض، يحبون الظلام، ويمقتون قدوم الهلال، سائرون بلا صواب، لا يعرفون الحقول، ولا الخيول، ولا الجداول، ولا منابع المياه، ولا يفرقون بين الوردة والشوكة، وبين الغدير والبركة، متوارون خلف التكلس النكوص، يجيدون نسج حكايات التثبيط الماكر، ورسم الكوابيس الثقيلة، وقرصنة البهاء، وحياكة الدسائس والضغائن، وإشاعة الخرافات البائسة، يجيدون تدوين حوادث الخراب، ويمتهنون الغناء ببكاء على الأطلال العتيقة، كالغربان يتناحرون فيما بينهم، في أرواحهم شح، وفي أجسادهم بلاء، وعقولهم قاصرة، النباتات الخبيثة تعتلي جدرانهم، ويتسربلون بالأسمال البالية، وينتعلون الأحذية التالفة، يتسورون بالبغض، ويحتمون بالكره، أعمالهم مثل معركة دجاج على حبوب القمح، فاغرون أفواههم، وأنوفهم لا تعرف رائحة العطر، ولا نسمة الهواء العليل، أصواتهم مثل ديك نصف ذبيح، يحسبون كل صيحة عليهم، لا يحبون أن يحولوا التراب إلى بهاء، بل البهاء إلى تراب، نوافذهم مغلقة، ويندسون بعمق تحت الوسائد، يهوون الرماد والسأم، والخريف من الفصول، والقحط من المواسم، مهووسون بالركض نحو الوراء، ومفرطون بهاجس الظن، ولا يحبون ازدهار الأمكنة، ولا علو الجبال، ولا عندهم فضيلة امتلاك البياض، ولا هواية احتواء التحدي، ولا عندهم حتى تخيل فراشة، ولا إصرار نملة، هم مثل الأشباح، يحاولون أن يسلبوا من الجميع ذائقة الحياة، ولون الفرح، وطعم السعادة.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

المثبطون!
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة