لندن - رويترز:

بعد أن شقّت طريقها بسهولة في تصفيات آخر بطولتين كبيرتين وجدت إسبانيا نفسها في ورطة غير مقبولة مع وصول التصفيات المؤهَّلة لكأس العالم لكرة القدم في البرازيل لنقطة المنتصف.

وبينما تبدو أغلب المنتخبات الكبيرة في وضع جيِّد للتأهل لنهائيات العام القادم مباشرة يتجه منتخب إسبانيا بطل العالم إلى باريس لمواجهة فرنسا متصدرة المجموعة التاسعة اليوم الثلاثاء وهو يعلم أن الهزيمة هناك ستبعده بفارق خمس نقاط عن الصدارة.

وليس المنتخب الإسباني فحسب الذي يشعر بالتهديد فإنجلترا - رغم فوزها 8-صفر في سان مارينو يوم الجمعة - ستذهب إلى الجبل الأسود وهي تتأخر عنها بنقطتين وسيتعين عليها مواجهة اثنين من مهاجمي دوري الدرجة الأولى الإيطالي البارزين.

كما ينتظر البرتغال الكثير من العمل من أجل التأهل للدَّوْلة التي اكتشفتها. وسيسافر المنتخب البرتغالي في رحلة طويلة إلى اذربيجان من دون القائد والهداف كريستيانو رونالدو وهو يحتل المركز الثالث في المجموعة السادسة ويعاني من ضغط متزايد على المدرِّب باولو بيَّنتو.

وجاء تعادل إسبانيا المفاجئ بملعبها مع فنلندا يوم الجمعة بعد التعادل في أكتوبر 1-1 على أرضها مع فرنسا وهو ما منح زمام المبادرة للأخيرة التي هزمت جورجيا 3-1 يوم الجمعة.

وأي شيء أقل من الفوز باستاد فرنسا سيترك إسبانيا تفكر في التأهل للبرازيل من الباب الخلفي عن طريق الملحق. وقال المهاجم ديفيد بيا لصحيفة ماركا الإسبانية: «كنا دائمًا سنذهب إلى باريس من أجل الفوز ولم يتغيَّر شيء وأضاف «النتيجة التي تحققت أمام فنلندا اعطتنا سببًا إضافيًا للذهاب إلى هناك والعودة بالنقاط الثلاث وقال ناتشو مونريال مدافع أرسنال: إنّه بالرغم من أن المواجهة ضد فرنسا لا يمكن اعتبارها «مباراة نهائية» إلا أن الفائز سيقطع خطوة واسعة نحو البرازيل.

وقال المدافع الإسباني: «من المبكر جدًا الحديث عنها كمباراة نهائية لكن ليس أمامنا مجالٌ كبيرٌ للخطأ. إذا خسرنا سنتأخر عن الصدارة بخمس نقاط وفي مجموعة صغيرة سيصبح الحصول على المركز الأول أمرًا معقدًا وفازت إسبانيا بثلاث من آخر أربع مباريات لها ضد الفرنسيين بينها مباراة في نهائيات بطولة أوروبا 2012 العام الماضي في أوكرانيا والمرة الأخيرة التي ذاقت فيها طعم الهزيمة كان في دور الستة عشر لكأس العالم 2006م.

والمباراة بين الجبل الأسود وإنجلترا لا تمتلك التَّقْليد نفسه بالنِّسبة للقاء لفرنسا مع إسبانيا إلا أن الدَّوْلة الواقعة في منطقة البلقان أثبتت سريعًا أنَّها قادرة على منافسة المنتخبات الكبيرة في كرة القدم العالميَّة. وفشلت إنجلترا في الفوز على الجبل الأسود في تصفيات بطولة أوروبا 2012 وتعادلت على ملعبها وخارجه والاخفاق مرة أخرى في الانتصار سيمنحها وقتًا غير مريح قبل مواجهة مولدوفا في سبتمبر أيلول.

وتدور التساؤلات حول دفاع إنجلترا - الذي جرَّد من أمثال جون تيري وريو فرديناند بالإضافة لآخرين بسبب الإصابة - تظل قائمة بعد انتصار 8-صفر في سان مارينو لم يستفد منه المدرِّب روي هودجسون في شيء.

وسيكون مهاجما الجبل الأسود اللذان يلعبان في دوري الدرجة الأولى الإيطالي ميركو فوتشينيتش وستيفان يوفتيتش جاهزين للاستفادة من أيّ نقاط ضعف في الدفاع في أجواء حماسية في بودجوريتشا. وقال ستيفن جيرارد قائد إنجلترا الذي لم يلعب هو وآشلي كول أمام سان مارينو للحصول على راحة: «يمتلكون عدَّة لاعبين في مستوى عالمي.. ندرك المهمة التي تنتظرنا والمباراة الآن أكثر صعوبة وستقام 17 مباراة في كافة أرجاء أوروبا اليوم الثلاثاء ستتضح بعدها صورة التصفيات بِشَكلٍّ أكبر.

وقد تعزِّز إيطاليا وضعها في صدارة المجموعة الثانية عندما تسافر للعب في مالطا بينما تلتقي بلغاريا التي تحتل المركز الثاني مع الدنمرك.

وتستطيع ألمانيا توسيع الفارق في صدارة المجموعة الثالثة لثماني نقاط إذا فازت بملعبها على قازاخستان بينما ستتطلَّع هولندا في المجموعة الرابعة إلى تحقيق انتصارها السادس في ست مباريات عندما تستضيف رومانيا.

وتبدو المنافسة في المجموعة الأولى أكثر تكافؤًا، إِذْ تتساوى بلجيكا وكرواتيا برصيد 13 نقطة لِكُلِّ منهما.

وتلعب بلجيكا ضد مقدونيا وستأمل أن تستطيع ويلز الحصول على نقاط من كرواتيا في كارديف.