Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 27/03/2013 Issue 14790 14790 الاربعاء 15 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

الفشل بداية للتقهقر أم خطوة للنجاح في العمل (2)
د. فهد بن صالح السلطان

رجوع

د. فهد بن صالح السلطان

حاولتُ في الجزء الأول من طرح هذا الموضوع أن أقف على أحد الأخطاء الشائعة في مجتمعنا، وهو الانزعاج غير المبرَّر من الفشل أو الوقوع في الخطأ، خاصة لدى شباب الأعمال والمبادرين؛ وهو ما ساهم في حرمان مجتمعنا من كثير من المبادرات الاقتصادية والإنتاجية الخلابة. ومقال هذا اليوم هو محاولة لإقناع القارئ الكريم بأنه لا يكفي أن ننظر إلى الفشل أو الوقوع في الخطأ بأنه ليس نقيصة بل على أنه أحد مفاتيح الأمل والنجاح.

في رأي مدرب كرة السلة «ريك بتينو» فإن الفشل ليس أمراً مخيفاً بل إنه (أي الفشل) «شيء جيد؛ فهو مثل السماد الذي يخصب الأرض؛ فكل شيء تعلمته حول التدريب تعلمته من خلال الوقوع في الأخطاء».

يقول السيناتور سام ايرفين: «الهزيمة يمكن أن تفيدك، مثلها مثل النصر؛ لأنها تهزُّ روحك، وتسمح للمجد بأن يصعد إلى أعلى».

ذكر لي الأستاذ حسين العذل أن أحدهم سأل في زمان مضى أحد تجار القصيم عما فعله بعد كسرته (الكسرة لدى تجار نجد تعني أقسى درجات الخسارة التي يقع فيها التاجر)، فأجابه التاجر القصيمي متسائلاً: أي كسرة تقصد؟ الأولى أم الثانية أم الثالثة! أي أنه وقع في خسارة قاسية أو فشل ذريع ثلاث مرات، ولم يثنه ذلك عن عزيمته.

يقول جون ماكسويل: «تذكر أن الأخطاء لا تحدِّد الفشل؛ فهي في الواقع مجرد ثمن تدفعه؛ لكي تحقق الإنجازات في رحلتك نحو النجاح».

لقد أثبتت التجارب أن من يطلب تحقيق الشيء كله ربما يخسره كله، وأنه لا كمال في هذه الحياة، وأن الكمال للخالق وحده - جل شأنه -. يقول المثل الأمريكي «perfection is the enemy of good».

وقد لوحظ للفقير إلى ربه أن من الأخطاء التقليدية في مجتمعنا - وهي قليلة ولله الحمد -التركيز على نقاط الضعف عندما يطرح الآخرون أي مبادرة أو حلول لمشكلة قائمة، وترك المساحة الواسعة المليئة بالإيجابيات. وهو خطأ شائع؛ حرمنا نحن المجتمع من تشجيع وتبني وتحقيق كثير من المبادرات الإيجابية.

باختصار، فإن الحذر الشديد من الوقوع في الأخطاء والخوف من الفشل ساهما في تردد الشباب في الإبداع وفي الإقدام على تبني مشاريع ومبادرات تجارية وإنتاجية خلابة، قد تساهم في التنمية الاقتصادية بمفهومها الشامل، لو تم استثمارها الاستثمار الأمثل.

ولأن توافر جو مشجع للإبداع والمبدعين في ميدان الأعمال من أهم العوامل التي ساهمت في تقدم المجتمعات المتحضرة، وتحقيقها قصب السبق في ميدان الحضارة العالمي، فإننا أحوج ما نكون إلى مراجعة النفس، وإعادة النظر في المفاهيم الاجتماعية ذات العلاقة، والنظرة الاجتماعية القاسية إلى مَن يتعرضون للفشل من المبادرين الشباب والشابات، وتأصيل مبادئ التسامح والعفو.

فهل يمكن أن تساهم برامج التربية والتعليم في تشجيع النشء على الإبداع وروح المغامرة الإنتاجية الإيجابية؟

@falsultan11

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة