Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 28/03/2013 Issue 14791 14791 الخميس 16 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

وهي طعام أسس مكوناته مخفوق البيض والبصل والطماطم، وسرّ التسمية أنها وجبة ناعمة رقيقة، وفي السودان يصفون الفتاة رشيقة القوام البضّة بالشكشوكة أي المتغنِّجة، في حين أن بعض دول الخليج يسمون هذه الأكلة الشعبية (بيض طماط)، وباعة الخضار علموا ولع القوم بها خاصة مع إفطار الصباح فأخذوا بين حين وآخر بالتلاعب بأسعار الطماطم والبصل والثوم وملحقاتها، ونحن نشتري هذه السلع ونستهين بفرق السعر بين يوم وآخر بأننا نحسب فرق ما نشتريه ونغفل عن الفارق الكلي في المباع بالمحل الواحد ناهيك عن كامل محلات بيع الخضار في ذلك اليوم أو في الشهر الواحد، في علم الاقتصاد يقدّر المختصون هذه الظاهرة بالكارثة المخفيّة لأنها تستحلب محفظتك بطريقة سهلة دون أن تشعر بها وبفداحة خسائرك بسببها وهذه مهارة يجيدها كثير من الباعة ويرسمون لها الخطط المتغيِّرة غير الثابتة ويتفاهمون فيما بينهم في تآمر يدبّر ليلاً وكل يوم هم في شأن فيوم للبصل وثان للطماطم وآخر للكوسة وهكذا، فلا نشعر بالغبن إلاّ حين يختلفون هم ويفضح بعضهم بعضاً، وقد علمت بعض حيلهم مما رواه أحدهم وكان ابنه طلب منه في الإجازة الصيفية جهازاً إلكترونياً لم تتوفر قيمته عند الوالد فطلب من الابن تأجيل الموضوع قليلاً، غير أن الابن صار ينام مبكراً وبعد صلاة الصبح يفقده والده وبعد عدة أيام سأله عن برنامجه وأين يذهب نهاراً؟ أجاب الابن: أبيع بصلاً!! حسبه الأب ساخراً وقال في نفسه لعله غاضب بسبب الجهاز، وبعد يوم كرَّر السؤال فكان ذات الجواب، قال: ما شأنك والبصل؟ أجابه: صدقني أنني أعمل مؤقتاً في محل للبصل، وتعلَّمت طريقة لزيادة الدخل بالاتفاق مع صاحبه فكلما زادت المبيعات زادت مكافأتي، وتلقيت دروساً في فن اجتذاب الزبون وتحديد السعر الذي أريده بحسب شخصيته وتقديري لقدراته المالية، وإذا طلب بصلاً أقنعته بجودة الثوم وما جاوره وأني الآن أحظى بتقدير صاحب المحل وخلال أسبوعين جمعت أكثر من نصف قيمة الجهاز، وأضاف: كل ما يحزنني أن صاحب المحل المتحكم به من العمالة الآسيوية وربما أنه مخالف لنظام الإقامة والعمل، إذن هكذا هي حال سوق الثوم والكراث بيد العمالة، فكيف بسلع أهم وتعد أساسية في حياة الناس يحتكرها هؤلاء بأنفسهم أو تحت مظلة غيرهم من المتسترين عليهم ممن يقبضون منهم الفتات دون وعي بالمخاطر والآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا السلوك غير المسئول الذي ينم عن غياب الوطنيةوتقدير العواقب المترتبة على تسهيل تغلغل هذه الفئات المتكسبة على حساب مقدرات المواطن وعلى حساب شريحة من الشباب الباحث عن العمل في ظل منافسة شرسة تبديها هذه العمالة تجاههم إن هم خاضوا تجربة دخول السوق فهم لهم بالمرصاد ويتكاتفون مع موزعي البضائع من جنسهم وطبقتهم لحرمانهم من كل فرص للوقوف على أرجلهم كما يُقال في مجال التجارة والتسويق، ووكالات تسويق البضائع لا ترحب بالشباب الوطني بحجة سقف الرواتب وحجج تتعلّق بمستوى الأداء وكلها في نظري مردود عليها ويمكن تجاوزها أن هم تخلصوا من سطوة العمالة المسيطرة، ولا أظنهم فاعلون إلاّ بالتفاتة من جهات الاختصاص.

t@alialkhuzaim

بورصة الشكشوكة
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة