Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 29/03/2013 Issue 14792 14792 الجمعة 17 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الموقف الأول: إن المثل الإنجليزي الذي يقول «لو نظّف كل شخص ٍأمام بيته لأصبح الشارع نظيفاً» دليل كبير على مشاركة المواطن في الدول الأجنبية في نظافة وطنه بكل رحابة صدر، والذي يبدأها من أمام بيته لكي يستشعر المسؤولية الاجتماعية في أهمية ارتباطه والتزامه بنظافة مسكنه والمساحات التي أمامه، والدليل ندرة عمال النظافة في الأحياء السكنية وتواجدها فقط في المراكز التجارية والشوارع الرئيسية في أكثر الدول الغربية، والالتزام بمواعيد محددة مع شركات النظافة لجمع النفايات المُصنفة حسب نوعها بهدف تدويرها! ومانشاهده من نظافة على الطرق الرئيسية ومحطات الوقود في أغلب تلك الدول ليبعث في النفس حيرة وألماً إلى حد الوجع الذي ينخر القلوب الغيورة على دينها ووطنها! ولقد كانت رحلتنا البريّة من مقاطعة نيويورك إلى واشنطن لأكبر شاهد بأن السلوكيات الحسنة والمقبولة اجتماعياً لاعلاقة لها بالدين، بل لها علاقة بالدرجة الأولى بالوعي والاحترام والأسس التربوية التي يُنشّأ عليها الفرد! حيث كانت الرحلة ممتعة ومؤلمة لنا في آن واحد عندما رأينا محطات لاستراحة المسافرين أبهرتنا بنظافتها واحترام القائمين عليها لاحتياجات الماريّن بها باختلاف جنسياتهم! وخاصة دورات المياه التي تجذبك رائحتها الزكية لكي تتطهر استعداداً للصلاة في بلاد غير مسلمة لو أحببت!!

الموقف الثاني:- أما هذا الموقف المؤلم بمقارنته سواء لمحطات أوروبية أو أمريكية أو حتى شرق آسيوية التي نستقدم عمالتها لخدمتنا في منازلنا وبالرغم من ذلك تفوقنا خدمات محطاتهم البرية شكلاً ومضموناً، وذلك بسبب ما نشاهده من محطات منتشرة على طرقنا الممتدة غرباً وشرقاً وهي فقيرة بمرافقها المحترمة لأنها بصريح العبارة «مقززة للنفس البشرية» وهذا واقع مؤلم ولم تُحرك أي جهة ساكنة تجاه هذا الإهمال المُهين لأي مُسافر ما بين مدن مملكتنا الغنية بثرواتها المتعددة، لكنها فقيرة من العقول المُخططة لإدارة المرافق التي تُشرف وتعتز بإسلامنا وبلادنا وجهة الحرمين الشريفين!!

وإلى الآن لا نعلم من الجهة المسؤولة عن ذلك الابتذال والاستهانة بكرامة المسافرين وهم يهربون متقززين من استخدام دورات مياه لا تصلح للاستخدام الحيواني قبل البشري!

ولا أقول ختاماً أفضل من قول رسولنا الكريم «إن الله طيّبُ يُحب الطِيب، نظيفٌ يُحبّ النظافة، كريمٌ يحبّ الكرم، جوادٌ يُحبٌ الجودّ، فنظفوا أفنيتكم» والفناء المساحة التي أمام البيت! إذن أربطوا هذا التوجيه بالمثل الإنجليزي الذي يطبقونه قبلنا نحن المسلمين لا في أفنيتنا ولا في محطاتنا المقرفة، مما يُشعرنا بالخجل أمام المسافرين غير المسلمين وهم يلمسون ذلك الفصل الكبير ما بين سلوكياتنا والمستوى العام لمرافقنا العامة, وتوجيهات ديننا الإسلامي!!

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
ما بين نظافة المسلمين وغير المسلمين!
د. موضي الزهراني

د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة