Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 29/03/2013 Issue 14792 14792 الجمعة 17 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ضرب الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر رقماً قياسياً في السيرة الذاتية وفي رصد الأحداث التي مرت به في حياته، وهذا هو الجزء التاسع والعشرون من هذه السلسلة في الذكريات, هذا مع كثرة مشاغله العملية، وفي الوزارات،

التي تسنمها أو تلك التي تسند إليه لغياب شاغلها مع اللجان المتعددة، زيادة على المهمات الأخرى التي يقوم بها، ويكون عضواً فاعلاً فيها.

ولكن ذلك عون له من الله سبحانه، إذ إن نسخ هذه الأجزاء التي تتابع كالغيث المنهمر تأخذ وقتاً طويلاً من حيث التسلسل فكرة وتجميعاً ورصداً بالقلم واهتماماً ثم متابعة لكل نسخة من الأجزاء حتى المراحل النهائية بحجم ثابت كبير لكل جزء، وبمعدل ثابت في حدود 580 صفحة، شكلاً وموضوعاً متسلسلاً معيناً لمن يقتني النسخ بالأحداث والموضوعات أو في الرفوف مع الرصيفات بالإضافة للملاحق والصور.

كان الجزء التاسع والعشرون من سلسلة وسم على أديم الزمن (لمحات من الذكريات) قد صدرت نسخته الطبعة الأولى في عام 1434هـ- 2013م، كما في المقدمة قد ضم - كما قال في المقدمة - حوادث زمنية وما وقع به من وقائع، وما حرص إيراده من وقائع وطرائف وأخبار، وما استطرد إليه من أمور وجدها تساعد على إبعاد الملل، وتساعد على القراءة المتأنية، وتدعو إلى الاستيعاب والتملي وقد اقتصر في هذا الجزء - كالعادة - على الذكريات في عام هجري حدده بعام 1412هـ 1992- 1993م، وهو حسب اجتهاده جزء يصف بصدق الحوادث المفردة في هذه السنة - إلى آخر ما جاء في هذه المقدمة التي بلغت 3 صفحات، مؤملاً من القارئ أن يجد في هذا الجزء ما يجد معه أنه لم يضِع وقته في قراءته والله الموفق ونعم الوكيل وذيل هذه المقدمة باسم المؤلف (5-7).

وبدأ المادة في مطلع محرم 1412هـ- 1991م على المنهج الذي رسمه في الأجزاء الأخيرة، بأن يخصص كل جزء لعام هجري لأن الدولة تسير والتعليم وجميع الأحداث على العام الهجري يسانده من أجل الفصول العام الميلادي، وكان أول ما بدأ به سفره إلى جدة إذ قال: سوف تتكرر زيارتنا لجدة على الأقل: أيام الاثنين من كل أسبوع لحضور جلسات مجلس الوزراء، يضاف إلى هذا ما قد يجد من استقبال رئيس دولة سيصل إلى جدة لوجود جلالة الملك هناك - ثم أفاد عن التاريخ- فقال: واليوم الرابع من شهر المحرم عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً سافرنا من مطار الرياض القديم كالعادة إلى جدة (ص8) وبهذا انتهج طريقة جديدة في يومياته.

وتحدث عن جاره الفريق عبدالله بن راشد البصيلي - رحمه الله- الذي عاصر الملك عبدالعزيز رحمه الله، وكان في الحرس الملكي منذ وقت تدرج إلى أن وصل رتبة فريق، وكان رجلاً مشهوداً له بالكفاءة وإتقان العمل وإنشاء المشروعات الخيرية في مناطق المملكة كلها، ووصل خيره إلى البلاد الإسلامية (9-10).

كان لديه اهتمام باللغة، والحرص على ما اعوج منها في اللفظ والكتابة فقد زار الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بعد عودته من مصر زائراً، هو والأستاذ حمد القاضي يوم الأربعاء 13 من المحرم، وعند مقابلته شكره على ملاحظات مهمة كان الشيخ قد بعثها إليه عن أحد كتبه وهي ملاحظات مفيدة، يتمنى أن ينشرها في يوم من الأيام وهي من الشيخ حمد -رحمه الله- منقبة حميدة يتمنى أن ينشرها في يوم من الأيام، لأن الشيخ حمد قد بذل فيها مجهوداً، ولأن الشيخ -رحمه الله- على ثقة بنفسه فهو عندما بعثها للدكتور بصفة خاصة ليس في حاجة إلى أن يصعد على أكتاف الآخرين ولو بدرجة واحدة، وقال: أذكر أن من جملة ملاحظاته أشياء لا تخصني أنا، ولكنها ملاحظات عامة، رأى إقدام الكتاب عليها، وهي قد كثر استعمالها جرياً على ما يكتبه المعاصرون الذين لا يكونون ضليعين في اللغة العربية، وأورد نماذج من ذلك (ص 18-21).

وفي ص22 قام مع معالي النعيم، بزيارة الأستاذ صالح الجهيمان -رحمه الله- في مسكنه الجديد، بعد ترك مسكنه السابق في الملز خاصة بعد عودته من تونس التي كان يحبها كثيراً، فترحم على الجهيمان لأنه خرج من الملز إلى الأحياء الجديدة، والأستاذ صالح زميل له، وقد توفي قبل صدور هذا الكتاب، ومن وفائه معه كان يزوره ويجدد في الزيارة ذكريات الملز ومصر، وقد أثنى عليه وترحم عليه، ومن الحديث المتفق عليه فإنه قد ذكر محاسنه ومما قاله من خصاله الحميدة: أنه يحب الصدق إلى حد الإحراج أحياناً، وعُرف بُعدُه عن النميمة مع الصراحة وكان في مجالسه يحذّر أصحابه أن يقولوا أمامه شيئاً لا يريدون أن يُعرف، فإنه إذا سمع فسوف يجيب بما سمع، قال: لقد ذكرت شيئاً عنه في كتابي وسم على أديم الزمن، ولم يحدد الجزء -، وما سجلته عن حياتنا في مصر إذ كنا نسكن في غرفة واحدة (21-23)، وهذا من ذكر محاسنه التي أمر بها -صلى الله عليه وسلم-.

وفي ص25 اجتمع مع رئيس هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر السابق عبدالعزيز السعيد -رحمه الله- وبحثا في يوم الصلة بين الهيئة ووزارتي المعارف والتعليم العالي لأنه يتولى هذه الوزارة بالإنابة (25-26).

وبدأت المذكرات التي كانت جديدة عنده، وهي مذكرات شهر محرم بخبر عن الخلاف بين قطر والبحرين، حيث رفعت قطر قضية خلافها مع البحرين على الجزر بينهما إلى محكمة العدل الدولية، في أواخر هذا الشهر، إذ طالت مدة الخلاف على هذه الجزر رغم محاولات التقريب بين وجهتي نظر الدولتين، إلا أنه لم يوصل إلى نتيجة (34) وفي نفس الصفحة كان يبحث عن كتاب مذكرات طه حسين فلم يجده عنده، فلعل أحداً استعاره ولم يعده لمكانه أو وضعه في غير مكانه (ص35) وفي ص36 ذكر تعيين 3 وزراء جدد وعن التأشيرة إلى روسيا (37). وفي ص38 بدأ يتحدث عن الناس ونصيبهم من الذاكرة وحيز الاستيعاب بين الصغير والكبير وذكر قصة ساطع الحصري العراقي وكان مفتشاً بالمعارف في العراق، وفي يوم من الأيام أخذ ابنه الصغير في جولة ريفية، ثم عاد إلى البيت ناسياً ابنه في أول مدرسة مرّ بها (38-46)، ثم أورد نماذج لأناس لديهم ذاكرة قوية ألحقها ببعض الألغاز ونادرة للشيخ محمد البواردي رحمه الله (47-49)، ولم ينس شيئاً اهتم به في اليوميات وهي كلمات عامية وألغاز يحبها (50-51).

وعن شهر صفر عام 1412 عن شيء جدّ في حياة الناس مع التطور العلمي، الذي هو الفاكسميلي الذي بدأت الحاجة تدعو إليه لسهولة وصول الصور المرسلة، وما يتعلق بهذا الاختراع من خيالات قد تحصل (52-55).

ثم بدأ يتحدث عن مناسبات الزواجات، وأن الحفلات خلال هذا القرن في المملكة وفي المدن المختلفة بما يستحق أن يجرى له دراسة تبين الخطوات التي أخذت تستجد سريعاً واتجاهاتها وموجباتها وتأثيرها في المجتمع وتأثير المجتمع بها، والمغالاة في بعض المراحل في المهور والحفلات والرحلات شهر العسل، وكان الانتقاد في الأول عالياً ثم بدأ يهدأ إلى أن كان لا يُسمع، لأن العادة قويت وغلبت الأصوات، وعندما قيل ما قيل في أول الأمر عن البذخ والمغالاة فقد ردت والدة إحدى العرائس: «ليه هي بنتي بسة تطلع من البيت ما أحد يدري عنها»، وأعجبه من الأمور الشائعة في الطبقات الفقيرة أن يجمع الشاب مهر الزواج من القادرين، يقوم بهذا والده أو والدته أو هو وعندما تسأله إذا جمعت المال كيف ستقيم بيتاً. فيرد: الذي سهل هذا يسهل ذاك ثم تبدأ المعاناة وتتراكم الديون والحل صعب (56-59).

وفي ص61 زار مكتبة مع ابنه محمد لشراء بعض الكتب والأدوات المدرسية آملاً أن يتعلق ابنه بالكتب والمكتبات، ولأنه بجانبه يطبق عليه النظريات في اتجاهه الفكري لتنمية الشعور بمحبة دخول المكتبات ومن ثم يتابع نموه الفكري في اتجاهه من هواية إلى أخرى (ص60-68) وهذه نظرية مهمة ليت جميع الآباء يأخذون بها، حتى ينمو عقل الطفل مع نمو جسمه وأبوه حريص على تعويده المحامد والنبل كما قال الشاعر:

ويكبر ناشئ الأولاد منا

على ما كان عوّده أبوه

وفي ص 68-69 قام مع الدكتور عبدالله الوهيبي رحمه الله، بزيارة للشيخ عثمان الصالح -رحمه الله- في المستشفى الوطني، وقد دخل المستشفى هذا الأسبوع لوعكة ألمت به، وقال وهو الآن مدير معهد العاصمة، وقال عنه: وحزمه وحسن إدارته جعلا للمعهد سمعة عالية، فهو أحسن مدرسة ثانوية في ذلك الوقت، وقد طالت مدة إدارته له حتى اقترن اسماهما معاً فلا يقال معهد العاصمة إلا ويذكر أبو ناصر، ولا يذكر أبو ناصر إلا ويذكر معهد العاصمة -رحمه الله-، ولما كان حديثه عن أبي ناصر حديثاً تربوياً فإنه اتبعه بعودة المدرسين للعام الدراسي الجديد ابتداء من شهر صفر الموافق 17 أغسطس على نهاية الصيف وعودة المدرسين تعني حركة ملحوظة في أي منطقة من مناطق المملكة استئجار البيوت وخاصة للمنقولين والتعيين الجديد (70-71).

ويذكر في ص72 من المواقف الطريفة التي تتم في الانتظار بالمطار ويذكر تأخر أحد الوزراء فاتصل به المسئول عن الرحلة، وجاء ليخبرنا أنه يقول إنه عند الدوار فسألوه أي دوار فقال: إما الثالث أو الرابع أو الخامس ولم يخرجوا بنتيجة إلا أنه قبل إعادة الاتصال أطلت طلعته البهية وحمدوا الله (ص72).

وقد أنهينا هذه الحلقة، وسنبدأ - إن شاء الله - بأخرى لأنه يحبها.

للحديث صلة.

mshuwaier@hotmail.com

جولة في وسم على أديم الزمن 1-2
د.محمد بن سعد الشويعر

د.محمد  بن سعد الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة