Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 02/04/2013 Issue 14796 14796 الثلاثاء 21 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

فشلت التوعية الدينية فـي مدارس التعليم العام حينما بدأت بترهيب الطلاب من عذاب القبر ونار جهنم والقصص الوهمية الساذجة بدلا من ترغيبهم بالجنة ونعيمها! وها هي هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) تلجأ لنفس الأسلوب التخويفي، وهو دليل على إفلاسها في التوعية وضعف في الحسم والزجر والردع، ولا غير!

تعجبت حقا من إعلان نزاهة الذي يحمل صورة عامة لإحدى المقابر وقد كتب بخط بارز عليها قول الله تعالى مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ، وكتبت نزاهة أسفل الصورة: “المال زينة في الحياة الدنيا وغريزة طبيعية فُطر الإنسان على حبها، وكثيرا ما يؤدي طمع الإنسان إلى مجانبة الصواب في كسبه والسقوط في مهاوي الفساد”. حيث يظهر جلياً مخاطبته العاطفة الدينية لدى الناس، ولا بأس من استغلال الوازع الديني في التخويف والنهي عن الفساد وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة، إلا أنه كان ينبغي بدء مشروع مكافحة الفساد بها؛ لا بعد مضي عدة سنوات على إنشاء الهيئة! لأن من يتعمد الإفساد في الأرض ويصر عليه وأشرب قلبه حب الدنيا لا يفيد معه التذكير بالله والتخويف من عقابه أو منظر القبور حيث يمر عليها غير آبه بها! بينما قد يثمر هذا الأسلوب مع غيرهم من الناس، حيث ينجح مع المتقين والورعين والعارفين بعواقب الأمور، وهؤلاء ليسوا بحاجة لتذكير من الهيئة!

وإن كانت (نزاهة) جادة حقا في مكافحة الفساد -وهو المنشود بل والمتوقع فإنه ينبغي إظهار حزم الحكومة ومضيها بالتشهير والغرامات والجزاءات الرادعة في حال العثور على فساد أو شم رائحته، وهو الأجدى في اقتلاعه حتى من الصدور والإطاحة بأي فاسد، كما ورد في الأثر (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

ولأن الهيئة ليست جهة تنفيذية عقابية؛ فإن دورها ضعيف ومحدود بتلقي البلاغات فحسب؛ حيث ينص أحد أهدافها على فقرة: (إحالة المخالفات والتجاوزات المتعلقة بالفساد المالي والإداري عند اكتشافها إلى الجهات الرقابية أو جهات التحقيق بحسب الأحوال، مع إبلاغ رئيس الجهة التي يتبعها الموظف المخالف بذلك، وللهيئة (الاطلاع!) على مجريات التحقيق ومتابعة سير الإجراءات في هذا الشأن).

ولعلها مناسبة لإعادة النظر في تقليص أعداد أهداف الهيئة ودمج بعضها، حيث وضعت لها واحداً وعشرين هدفاً! ولو كانت خمسة أهداف حازمة وحاسمة ورادعة لكانت أنجع وأنفع، مع ضرورة إيجاد وسائل توعوية وتثقيفية للجيل الجديد تتناسب مع المرحلة العمرية، وتتناغم مع أهدافها ورؤيتها واستراتيجيتها ومهام موظفيها التي تبدأ بالقسم العظيم!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
يا (نزاهة) اتركوا المقابر جانبا!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة