Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 02/04/2013 Issue 14796 14796 الثلاثاء 21 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

تمثل إيران تحديا حقيقيا ضد دول المنطقة، فهي تحاول على سبيل المثال: أن تتغلغل عبر مفردات الفوضى الخلاقة في المنطقة إلى تغيير واسع في حياة المجتمعات، والذي يتخذ من الدين ستاراً؛ لتقويض دعائم الأمن القومي لدول الخليج العربي. وعندما يكشف رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، والأوقاف، والدعوة، والإرشاد الشيخ عبدالمنعم المشوح، عن رصد الحملة لعدد كبير من الحسابات المزيفة في شبكات التواصل الاجتماعي بأسماء سعودية، وخليجية، تعمل على تأجيج، وتأليب الرأي العام في بعض الملفات، مؤكداً: «أن الحملة اطلعت على ما يعرف بـ (آي دي) تلك الحسابات، وتبين أن معظمها تدار من داخل الأراضي الإيرانية، والعراقية»، فهذا دليل قاطع على استخدام وسائل الإعلام الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الإرهابي، وتكريس الشعور بعدم المواطنة، وخلق جيل عنيف، يعمل على الانتقام من أنظمة الحكم، والمذاهب في المنطقة، وترسيخ أيديولوجيات طائفية، وإرهابية. ولا غرابة حينئذ أن تزداد الأعمال الإرهابية، والاغتيالات السياسية، والنزاعات الطائفية.

عندما نشخص هذه الإشكالية، فإن شبكات التواصل الاجتماعي نقلت الإعلام إلى آفاق واسعة. كما نقلت مستخدميه عبر الحدود بلا رقابة، ولا قيود. وتأمل كيف يستطيع الإعلام تكوين الصورة الذهنية المسبقة؛ لتشكيل المعلومات، والأفكار، وربطه بالتالي بمتطلبات العصر، وتطلعات رجل الشارع، ومن ثم تعميم رسائل الرأي العام؛ للوصول إلى نتائج سلوكية على أرض، وتغطيتها إعلاميا، وجماهيريا، ومن ثم نقلها إلى دائرة الحتمية، عن طريق صناعة الأحداث البارزة في المجتمعات.

إن الوسطية قيمة مرجعية، تجسد العدل، وترفض العنف في أسمى مضامينه، باعتبار أن الفكر المتطرف نتاج منطقي للجهل، واحتقار الذات؛ لركونها إلى الماضي، وعدم تصور الحاضر. وهو بلا شك يعكس روحا عدوانية في الإضرار بالوحدة الوطنية، والاستقرار السياسي، والسلام الاجتماعي.

وعليه، فإن دراسة واقع التحولات في المرحلة الآنية، ومدى تأثير الأفكار المتطرفة في مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح حقا مشروعا؛ من أجل رصد أدوات الأجندة الخارجية، وأهدافها، والاطلاع على مخططاتها، والعمل على مكافحة وسائل انتشارها قبل التغلغل في المجتمعات، وذلك من خلال تفكيك مرتكزات فكر المنصات الإرهابية، وحشد كل الجهود، والإمكانات؛ لاستئصاله.

ستبقى جهود حملة السكينة مشكورة في كشف هذه الأيديولوجية الراديكالية، وإعادتها إلى حالتها المتوازنة، كونها تنطلق من ذهنية عامة مستقلة، دون تجاهل للتأثيرات الخارجية المتعاطية سلبا مع تلك الملفات، ومجريات الأحداث. ثم إن الحاجة تزداد إلى تفعيل خطاب مستقل عن الحل الأمني؛ لتوضيح فجوات تلك الاختراقات الدولية، وخطورة الدعوات الطائفية، والمذهبية، والخروج عن الشرعية بالإقناع، ومخاطبة الروح، والوجدان بالدليل الشرعي، والمنطق العقلي، بعيدا عن لغة العنف، والغلو، والتطرف.

drsasq@gmail.com
باحث في السياسة الشرعية

المنصات الإرهابية في شبكات التواصل الاجتماعي!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة