Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 03/04/2013 Issue 14797 14797 الاربعاء 22 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في الدول التي يوجد فيها حد معقول من الشفافية في تناول القضايا المالية للحكومة يُصدم المواطن حين يكتشف أوجه الصرف التي تكاد تكون في كثير من الأحيان موغلة في العبثية. لكن غياب الشفافية في بعض الدول الأخرى لا يعني غياب العبثية في الصرف. كل ما في الأمر أن المعلومة تكون غائبة في الحالة الأخيرة!

تتحدث الصحافة الأمريكية والأوروبية هذه الأيام عن دراسة أعدتها بروفيسورة في جامعة هارفارد عن تكاليف حروب أمريكا في العراق وفي أفغانستان.

تقول البروفيسورة ليندا بيلمز، وهي مُعِدَّة الدراسة، إن كلفة هاتين الحربين تتراوح بين أربعة تريليونات وستة تريليونات دولار! ويبلغ التريليون ألف مليار، والمليار ألف مليون؛ أي واحد أمامه اثنا عشر صفراً؛ وعليكم الحساب!!

المعلومة التي ألقى التقرير الضوء عليها هي أن التكاليف تمتد إلى فترات مستقبلية طويلة ستلاحق اقتصاد البلد، إذ مازالت الحكومة الأمريكية تصرف على المحاربين الذين خاضوا حروباً قبل عقود طويلة من الزمن. وعلى سبيل المثال، فإن ذروة الإنفاق على محاربي الحرب العالمية الأولى كان في عام 1969م علماً بأن تلك الحرب حدثت قبل أكثر من نصف قرن على ذلك التاريخ! كما أن الحكومة الأمريكية مازالت تصرف على محاربيها الذين اشتركوا في الحرب الفيتنامية! يُضاف إلى ذلك ما تدفعه الحكومة من فوائد على القروض التي حصلت عليها لتمويل تلك الحروب. وتعتقد الباحثة التي أعدت الدراسة أن أمريكا ستستمر لفترة طويلة في الصرف على تبعات حروب الرئيس جورج بوش، وبأكثر مما يتخيل الكثير من الأمريكيين.

يحدث هذا في أمريكا رغم القدر الكبير المتاح من الشفافية، وهذا غريب لأن الناس ينخدعون حتى في المجتمعات التي تسودها النظم الديموقراطية. وفي بلد كأمريكا حيث يتجاور الفقر الشديد مع الثراء الفاحش يكون من الغريب حقاً أن يتم تبديد هذه الأموال الباهظة على الحروب الخارجية في حين تحتاج فئات عريضة من الشعب إلى الوظائف وإلى الدخل المناسب. لكن مثل هذه الأمور تحكمها مصالح بعض القوى الاقتصادية والسياسية المتحكمة في المجتمع التي تستطيع أن تمارس عملية غسل جماعية لعقول الناس.

هذا الموضوع لقي تغطية إعلامية في العديد من الصحف، ولكن يلفت الانتباه بشكل خاص التعليق الذي كتبه أحد القراء في صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي الموافق 29 مارس 2013 بتوقيع TheMatrexHas You قال فيه إننا لو قمنا بعملية حسابية بسيطة على أساس مجموع السكان في العراق وفي أفغانستان ووزعنا مبلغ ستة تريليونات دولار عليهم سنجد أن كل إنسان في هذين البلدين سيحصل على ستمائة ألف دولار، أي أن كل عائلة في العراق وفي أفغانستان ستصبح في عداد المليونيرات. وبهذا سنكسب قلوب وعقول العراقيين والأفغان ونوفر ملايين الضحايا ونتجنب ويلات الحرب.

عين العقل! ولكن من قال إن الحروب تُشن بالمنطق وبالعقل؟! ومن قال إن هذه الحروب هي أصلاً من أجل الشعوب التي يزعم السياسيون والعسكر أنهم يشنونها من أجلهم؟

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
الحروب القذرة
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة