Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 03/04/2013 Issue 14797 14797 الاربعاء 22 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

كتبت في المقال السابق عن السياحة وأشرت إلى أنها تتكون من شقين الأول يخص من هم بداخل المملكة وكيف نجذبهم للسياحة بمختلف أجزاء المملكة ونقلل من خروجهم للخارج لأجل السياحة وطرحت مثالاً لإحدى الخدمات الرئيسة المتعلقة بالسياحة والمتمثلة في توفير النزل السياحية المتنوعة والمناسبة لكافة الفئات، كما طالبت بأهمية إيجاد آليات لدعم الأفكار والمشاريع السياحية المتوسطة والصغيرة بالمملكة.

أكتب اليوم عن الشق الثاني المتمثل في استقطاب السياح من خارج المملكة لزيارتها سواء بغرض السياحة المباشرة أو لأغراض عملية تقود إلى تنمية العملية السياحية. وهنا لدينا أكثر من نوع من الزائرين، فهناك زوار المقدسات الإسلامية لأداء العمرة والحج والزيارة الدينية، وهناك الزوار رجال الأعمال ومن في حكمهم وهناك الزوار لحضور الندوات والمؤتمرات وهناك الزوار القادمين بغرض السياحة البحتة.

أول عائق يحد من دخول زوار المملكة من الخارج يتمثل في تأشيرات الدخول، ويجب أن نعترف بأن هناك تاخيراً في الحصول عليها وهناك عمليات بيروقراطية مطولة وخصوصاً للزوار رجال الأعمال وحضور المؤتمرات والسياح. لذلك أصبح بعض رجال الأعمال السعوديين يفضلون عقد اجتماعاتهم بدول الجوار التي تملك شروطاً وإجراءات أقل تعقيداً في هذا الجانب، كما أن دول الجوار أصبحت تعقد فعاليات تراهن فيها على حضور المواطن السعودي الذي يجد تلك المؤتمرات ببلده. طبعاً الظروف الأخرى تتمثل في النمو الاقتصادي وجذبه لرجال الأعمال والزوار من الخارج والنمو المعرفي والتنظيمي ومدى قدرة مدننا وجامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية والعلمية والترفيهية على عقد الندوات والمؤتمرات والدورات الكبرى الجاذبة علمياً وثقافياً ورياضياً وترفيهياً.

وكما ذكرنا في المقال السابق مثالاً عن النزل السياحية نختار هنا مثالاً، ما يعرف بسياحة المؤتمرات. تمثل سياحة المؤتمرات وفق المصادر الاقتصادية المتخصصة ما نسبته من 15 إلى 20 في المائة من صناعة السياحة. الأرقام الحقيقية غير متوفرة على المستوى المحلي، لكنني أعتقد أن النسبة لدينا متدنية جداً في هذا الشأن. إضافة إلى موضوع تأشيرات الدخول هناك البنية التحتية التي تتطلب التكامل، فعلى سبيل المثال نجد الرياض وهي أكبر المدن لدينا غير قادرة على استيعاب معارض كبرى، بل إن أحد معوقات معرض الرياض للكتاب كانت عدم وجود مساحة كافية لاستيعاب كافة دور النشر المتقدمة، فما بالنا بالمدن الأخرى الأصغر حجماً.

المملكة لم تستضف أياً من المعارض والمؤتمرات الكبرى عالمياً كجايتكس، واكسبو، ومعارض الطيران العالمية وغيرها ولم تنظم بطولات كبرى تتجاوز ما حدث قبل سنوات عديدة لكأس العالم للشباب وبالتالي هناك حاجة إلى جهود أكبر في هذا الشأن. غالبية معارضنا وندواتنا ومهرجاناتنا ما زالت محلية الصبغة، حتى إن أكبر مهرجان ثقافي لدينا -مهرجان الجنادرية- ما زال غير قادر بعد أكثر من ربع قرن أن يجذب زواراً من خارج المملكة باستثناء أولئك القادمين بدعوات رسمية كمشاركين. بينما نحن نرى السعوديين يسافرون لحضور تظاهرات وفعاليات عربية وعالمية مشابهة.

أختم هنا بالتذكير بأن الاهتمام بقطاع السياحة ليس ترفاً، حيث تشير تقديرات مجالس السياحة والسفر العالمي إلى نمو هذا القطاع بالمملكة ومساهمته التنموية بأكثر من طريقة. على سبيل المثال يتوقع زيادة إسهامه في الناتج القومي من 50.5 بليوناً عام 2011 إلى 68 بليون ريال عام 2021م، وإسهامه في صنع وظائف مباشرة تصل إلى 340 ألف وظيفة ومجموع وظائف مباشرة وغير مباشرة تصل إلى 708 آلاف وظيفة عام 2021م، باعتباره مساهماً فيما نسبته 3% من نسب التوظيف على المستوى الوطني.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
السياحة للمملكة من الخارج
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة