Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 04/04/2013 Issue 14798 14798 الخميس 23 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

مرَّ تاريخ تركيا السياسي منذ تأسيسها عام 1923م بمحطات متغيرة في مسيرة العلاقات العربية التركية، فكان الخطاب السياسي لمرحلة التأسيس يُحمِّل العربَ جزءاً من أسباب انهيار دولة الخلافة العثمانية بالاصطفاف مع الحلفاء الغربيين «فرنسا وإنجلترا واليونان» في الحرب العالمية الأولى والتي انتهت بتقسيم جسد «الرجل المريض» الدولة العثمانية، وشكَّلت اتفاقية «سايس بيكو» وثيقةَ طلاق العلاقة العربية التركية. إلا أني لا أرجع سبب هذا التباعد السياسي مع القرب الجغرافي لسبب واحد هو الأطماع الدولية الغربية بممتلكات الدولة والتي كانت تمتد من صنعاء حتى فيينا، وتحالف المنظمات المعادية للإسلام آنذاك من الصهيونية العالمية مع الحركات الأرمنية المعادية للأتراك وخلق خلية للجاسوسية في قلب أسطنبول تبنت أفكارها حركة الاتحاد والترقي التي تزعم أفكارها مدحت باشا والذي أطاح بالسلطان الصالح عبدالحميد الثاني.

ومع تخطي السجل التاريخي والنظر إلى مستقبل العلاقات العربية التركية حالياً، ندرك بأن هذه المرحلة من حياة السياسة التركية تشكِّل الفرصة المناسبة لتوثيق العلاقات الأخوية المتينة والتي تتشكل من العديد من الروابط المشتركة بين الشعبين الشقيقين العربي والتركي، بعد ظهور الوجه الحقيقي للدولة التركية الحديثة والتي تتوجه بثقة وصدق نحو محيطها الإقليمي والذي يمثله الدول العربية، وإبداء الرغبة التامة لإظهار وحدة القرار المشترك والارتباط باتفاقات إستراتيجية مشتركة للاتجاه السياسي ممزوجاً بالعمل نحو التكامل الاقتصادي. وهذه الفرصة النادرة تحفزنا نحن العرب لتلقفها والعمل بمحيطها الإقليمي والدولي من أجل قوة القرار المشترك وخير ورفاه الشعبين الشقيقين العربي والتركي بندية الأشقاء، وضمن دائرة المنافع المشتركة بينهما والوقوف متحدين أمام الأطماع الإقليمية والدولية التي كثر ظهورها -وللأسف- في محيط «بعض» دول الجوار الإقليمي والتي اعتمدت التدخل السافر في الشؤون الداخلية لجيرانه متبعة أساليب «رخيصة» وبعيدة عن النظم الدولية من حسن الجوار والعلاقات الدبلوماسية باحترام السيادة الوطنية لدول الجوار الإقليمي بالتستر بظلمة التجسس والتآمر والتخريب.

وبرزت مجموعة خيرة من النخب الإعلامية والثقافية ورجال الفكر والاقتصاد من أبناء العالم العربي والتركي والمشبعة بحب الأوطان والوقوف صفاً واحداً أمام المشاريع التوسعية الطائفية لبعض دول الجوار الإقليمي والعمل الجاد الصادق لتوثيق العلاقات الأخوية المشتركة بين الشعبين الشقيقين. وكان «نداء أسطنبول» الذي انطلق العام الماضي اللقاء الأول والبذرة المباركة لهذا التجمع الشعبي الذي رسم مؤسسوه الخطط والآليات الموصلة إلى مكون مدني يجمع كل هذه القوى الساعية لخير العرب والأتراك والسلم الإقليمي لمنطقتنا الجغرافية دون أي محيط أيديولوجي إقليمي أو دولي يوجه حركتها ونشاطها. وقد جاء لقاء المنامة الذي عقد في بداية أبريل الحالي باستضافة كريمة من العضو المؤسس لهذا الملتقى الشيخة السفيرة هيا بنت راشد آل خليفة وتهيئة كل وسائل الضيافة العربية التي عُرف بها أشقاؤنا في مملكة البحرين، وكان وراء جودة التنظيم الإداري لوقائع اجتماعات اللقاء جهود جهاز العلاقات العامة البحريني بإشراف مديرة العلاقات العامة الأخت «نوف النعيمي» والتي بذلت جهودًا مشكورة لإنجاح أعمال لقاء المنامة.

وقد تم التوقيع على اللائحة النظامية للملتقى بعد مناقشة مفرداته، وتم إشهاره من خلال وسائل الإعلام البحرينية والإقليمية، وقد غذى اللقاءات المتتالية لهذا اللقاء نخبة من المفكرين العرب والمهتمين بالعلوم الإنسانية، مما أضاف الكثير من الحقائق والأفكار الداعمة لأهداف هذا الملتقى بمزج الموروث التاريخي بواقع الأحداث المتسارعة في إقليمنا الجغرافي والمعتمد فكرياً على كافة العوامل المؤثرة إيجابياً بثوابت معنوية مشتركة ورفض الرغبة في السيطرة العلوية لأي مجتمع جغرافي على آخر، بل اعتماد الندية الأخوية المتأصلة في مجال المنافع المتبادلة والسعي في آخر المشوار نحو التجمع الجيوسياسي المعتمد على الثقة التامة والمصارحة لوحدة القرار السياسي. ومع ظهور هذا الوليد الإقليمي دون هوية سياسية أيديولوجية محددة لنشاطها والذي لا يهدف أبداً نحو «العثمنة السياسية» كما يروج له أعداؤنا في الجوار الإقليمي الطامع والحاقد على كل تقارب عربي تركي والذي يخشى نتائجه الإيجابية الهادفة نحو التآخي والسلام الإقليمي بجهود مشتركة بين الشعبين الشقيقين التركي والعربي.

عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية

من أسطنبول حتى المنامة مع مسيرة الحوار العربي التركي!
عبد الاله بن سعود السعدون

عبد الاله بن سعود السعدون

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة