Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 05/04/2013 Issue 14799 14799 الجمعة 24 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

فاصلة:

(إذا قلت «أشعر بالحر» بدأ يتصبب العرق)

ـ حكمة عالمية ـ

أتأمل السماء الملبدة بالغيوم، وفي نفس الوقت شعاع الشمس الدافئ والهواء البارد، واتساءل عن النفس البشرية التي تحمل التناقضات داخلها كيف تعيش؟.

في الغربة رغم كل الازدحام حولك بالدراسة وايقاع الحياة العملي السريع الا ان هناك فرصة كبرى لتقضي وقتا اكبر مع نفسك اذا اردت.

بعد سنوات من العيش في الغرب لا بد ان تتغير ملامح شخصيتك ايضا اذا اردت التغيير.

اطالع وجه الطبيعة، ارتوي منه لطالما تعطشت إليه.. الاشجار والازهار والطيور التي اراها تمشي على الارض الباردة بحثا عن الطعام تأمُل صبرها بحد ذاته يمنح الانسان الأمل.

الغربة حلقة دراسية لا تنتهي وكل موقف يمر بك هو درس واقعي وليس نظرياً.

هي فرصة لتعيد تشكيل علاقتك مع الله وتنقلها من علاقة تشربتها بالفطرة والاعتياد الى علاقة حيّة مع إله الكون، حينما تقفل الابواب كل الابواب في وجهك بينما بابه مفتوح دائماً.. لتتعرف على رحمته اكثر من تعرفك على عذابه، لا شيء يمنح الطمأنينة مثل يقينك بالله.

من اقوى الدروس التي تعلمتها في غربتي كيف أعيد تشكيل علاقتي بالآخرين، كيف أكون نفسي، كيف لا أعود أسترضي أحداً على من الناس.

في الغربة احبابك واصدقاؤك يختلفون عنهم في بلدك، حيث الضغوط النفسية والمسؤوليات والالتزامات فيتكشف المعدن الحقيقي لهم.

فقدت عدداً وكسبت عدداً، لكنني لم احزن على ما فقدت? ومن كسبتهم تأسست العلاقة بوعي ونضج كبير.

الغربة تمنحك الجلد والصبر.. انت امام حياتك فإما ان تكون قادراً على ان تحياها كما تريد واما ان تنكسر.

ما زلت أطالع السماء، حبات المطر تسقط على اوراق الشجر وكأنها تنصهر معها، هكذا اراها ايامي الماضية حزمة من الذكريات التي لم تعد ترتبط بالمشاعر، فالعيش في الماضي مضيعة للوقت، وقد تعلمت أن أستغرق العيش في اللحظة الحاضرة.

من الطبيعة التي حولي تعلمت كيف اصنع اللحظة التي اريد، وكيف يكون لكل شيء قيمته الحقيقية.

البريطانيون بعمليتهم المختلطة مع اهتمامهم بالآداب اللطيفة في التعامل يعطونك افضل درس لكي تحترم خصوصيتك، قبل احترام خصوصية الآخرين. ليس بالضرورة ان تكون بريطانياً في بريطانيا، لكن من المهم ان تكون انساناً، فلديك الفرصة ان تمارس إنسانيتك بسلام.

nahedsb@hotmail.com

مسؤولية
يوميات مبتعثة «تغيرت كثيراً»
ناهد سعيد باشطح

ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة