Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 06/04/2013 Issue 14800 14800 السبت 25 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

)) الذاكرةُ تفاصيلُ تمرُّ وتفِرُّ، وحين تستيقظ الحكاياتُ القديمة لا تغفو؛ فنسكنَ داخلها وإن شطّ بنا المزارُ خارجها، ونتمنى عودةَ الزمن” ولن يعود” لنزداد “كيلَ”أعمالٍ ونحققَ فيض آمالٍ ونعوضَ شيئًا مما فات أو مات فنأنسَ بما أشجانا ويتجددَ ما شاخ فينا.

)) حظُّنا أجمل من أجيالٍ سبقتنا؛ فقد وثقت الصورةُ ما غفلت عنه المرويات، وصرنا نقرأ في لقطات أرشيفاتنا الخاصة ما حكاه منزلٌ وشارعٌ ومَعلمٌ ومُعلِّم وزادٌ وراحلة، ومعها ترتسم ملامح الفتوة وملاحتُها فنحنُّ ونئنّ شوقًا إلى ما افتقدناه أو حزنًا على ما أضعناه.

)) أعادته مجموعةُ صورٍ عتيقةٍ من أيام المرحلة الثانوية والجامعية زوده بها صديقه العزيز د. خالد القاضي إلى الزمن العذب والزملاء الذين غابوا فوق الأرض أو تحتها”حفظ الله من بقي ورحم من رحل” وتوقف طويلًا عند صور بعضهم، ولا يدري لم تاهوا عن ذهنه طيلةَ حقبةٍ ممتدةٍ مضت وكان متاحًا له أن يراهم أو يرى من يراهم، ووجد نفسه يبحث في تأريخٍ عبرَ وما اندثر، ولقي في محركات البحث ما أوجعه إذ توالت معلوماتٌ تؤبنُ بعضَهم بعدما احتفت بهم لقطاتٌ لنا معهم ثم انقطعت بنا السّبُل عنهم.

)) قادته هذه الإغفاءةُ اليقظة إلى التفكر “لا التفكير” في مبررات النسيان أوالتناسي والغفلة أو التغافل وجهل أو تجاهل إيماءات تقديرٍ لمن أضاءُوا مشاعل الدرب “من الأساتذة” حين كنا لا نرى إلا بعيونهم وعبر نوافذهم، ولمن حملوا معنا الحلم “من الزملاء” فاقتسمنا الفرح والتطلع والقلق والأرق، ثم ألهانا الركضُ عن ملامحَ هادئةٍ عاندها الزمن فلاذت بالهدوء والصمت ولذنا بادِّكار الصوت.

)) لا معنى لافتراض غياب قيمٍ بتغييب قيم؛فكذا الحياةُ تفرض إيقاعَها النمطيَّ الرتيبَ على الأحياء،ومهما زاد الإيثار فينا على الأثرة فلن نستطيعَ تجاوزَ معطىً إنسانيٍ عامٍ يحكم الناس على تباين ثقافاتهم وإقاماتهم،غير أنه يعيدنا إلى حجم الفاقد الذي نخسره بالالتفات عن لمساتٍ يسيرةٍ لو أدرنا لها بوصلاتِنا لتذوقنا طعمًا مختلفًا للوجوه والأماكن أو للشخوص والأشياء.

)) أحيانًا تتبدى إشراقاتُ الحياة فيما نظنه هوامشَ غيرَ ذات شأن، وتمضي بنا الدنيا لاهين ولاهثين،وقد ندرك متأخرين أن ذلك الانشغال قد أعادنا دون أن نتعمد إلى الدوائر الأولى التي استقبلتنا في مرابع النمو ومراتع التكوين،وهو ما أعاقنا عن التماس الجمال دون نصبٍ ولا صخب، وحين نصحو نكتشف ما أضاعه تسارعُ الأيام.

)) تأمَّل أحوالَ مَن حوله مثلما نظر في نفسه ورأى الحنين يحدو الكثيرين لاسترخاء خريف العمر بعد لُهاث ربيعه ليجدوا رضا الداخل في ظل نخلةٍ وفيء غيمةٍ وجلسة مشراق ومغراب مع سابقيهم ومجايليهم عازفين بزهدٍ واقتناعٍ عن أضواء الخارج وإغراءاته؛ فقد ألْفَوا في العودة للبدايات ذائقةً لجمال النهايات وأيقنوا أنَّ من يعيَون في مسافات الركض سيفتقدون طعمَ الحياة.

)) ليس الشروقُ وحده ما يدفعنا للتفاؤل والتفاعل فللغروبِ لذتُه وللغاربين لذائذُهم.

)) الحياةُ تداول.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

الغروبُ اللذيذ..
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة