Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/04/2013 Issue 14802 14802 الأثنين 27 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يلتفت العالم هذه الأيام وبعد طول تجريب إلى أهمية أن تكون إدارة العمل المعرفي والثقافي والإنساني معدة بتقنيات مناسبة، وبطريقة عصرية تجاري تحولات العصر السريعة وتحقق الفائدة المرجوة منها، ولاسيما ما هو متعلق بالمجال الاليكتروني الذي بات ضرورة ملحة، وقوة لا يستهان بها في بناء الحضارة معلوماتياً وقيماً.

وحينما نؤكد على تخصصات المعارف والعلوم والثقافة فإننا نزعم أنها بحاجة ماسة إلى لمسات علمية حقيقية، ربما هي أكثر إلحاحا من المجالات الأخرى على نحو الاقتصاد والرياضة والفن، حيث حققت هذه المنظومات الثلاث الأخيرة حضورها لدى الناس بطريقة مذهلة تفوق كل التصورات، فيما يظل الدافع ضعيفا والإقبال محدودا على مثل هذه المعارف والآداب ذات الطابع الإنساني المتعلق ببناء الفكر وتطوير الذائقة وحفظ التراث وصيانته وتوثيقه للأجيال القادمة.

فإدارة المعارف لا شك أنها تحتاج إلى مزيد من الجهد التقني من برامج وأقنة معلوماتية متطورة، ووسائل حفظ متميزة، وربما يأتي على رأس أولويات العمل المعرفي الجانب “الاليكتروني التفاعلي” الذي بات حجر الزاوية في بناء منظومة العمل العصري، فالتجربة هنا تظل ضرورية والحاجة إليها ماسة وإلا أصبحت العلوم التطبيقية والمعارف في خطر داهم، فإن لم تتجدد وتتطور فإن القيم العصرية الأخرى ستتجاوزها وربما تكون عالة التاريخ والأمم.

ومع أن العمل الإليكتروني في إدارة المعارف من ثقافة وأدب ومنتج تراثي وفلكلوري وتاريخي وجغرافي بات ضرورة ملحة إلا أن هناك من لم يعبأ به حتى الآن، فتبادل المعلومات بين الدول لا يرقى إلى مستوى المأمول، إذ إن هناك شحا في توثيق المادة المعرفية على سبيل المثال في الخليج العربي، لأن ما يتواجد بين أيدي الباحثين والمهتمين والقراء هي مادة تقليدية ورقية ومصورات أو منقولات بأوعية حفظ وتوثيق قديمة لم تفعل حتى الآن اليكترونياً.

ومن الأسباب التي حدت من تطوير تقنيات الثقافة والمعارف هو غياب العمل الاليكتروني الاحترافي الذي يمكن معه أن نقدم عملا معرفيا ناجزا من خلال الكتاب الاليكتروني ووسائل الجذب بوسائط متطورة على نحو التلفزيون التفاعلي والسينما وتقنيات التواصل الاجتماعي بشتى أنواعه.

فقد انصرفت تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الحديث للأسف إلى الترفيه والبحث عن كل ما هو بسيط وغير مكلف، وتلقيني على نحو الألعاب والمعلومات المتداولة والمكررة بين المستخدمين، فيما يظل مصير المعارف والعلوم والأدب في ظل هذا البطء في منظومات العمل الإليكتروني مجهولا.

ربما أكبر ما يعيق العمل الإليكتروني في بناء المعارف وهو مثال حي وحضوره قوي يتمثل في صراع مفهومين متباينين يتمثلان في كل ما هو “حكومي” أو “أهلي” في مجال التقنية واستخدام المنجز الاليكتروني، أي أن هناك من يخوض جدلا لا فائدة منه، يتمثل في الفصل والتقييم بين ما هو عمل رسمي حكومي أو قطاع أهلي تجاري، في وقت لا يظهر هذا الفرز في دول وشعوب متطورة كثيرة، حيث تجاوزت هذا المأزق التصنيفي منذ عقود، فلم تفرق بين خدمات ما هو حكومي عما سواه.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
كيف تدار المعارف والعلوم؟!
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة