كل صباح في شركة «دو سامثنغ دوت أورغ» Do Something.org، ترحب بنا الكومبيوترات بتقرير يضم أكثر من 350 وحدة بيانات ترصد أداء مؤسستنا.. ويقوم التحدي الذي نواجهه كعلماء على ترجمة جبل المعلومات إلى توجيهات عملية قد يستعملها أفراد طاقم العمل لاتخاذ قرارات ذكية.

وباختصار، تتمثَّل مهمتنا بتحويل البيانات إلى توجيهات، مع تحويل أرقام خام إلى روايات عن أدائنا.. وفي ما يلي الطريقة التي تعتمدها الشركة للانتقال من 350 مليون وحدة بيانات إلى التغيير المؤسسي، وهي طريقة يمكن أن تعتمدها المؤسسات التي تتصدّى للكم الهائل ذاته من المعلومات:

- اكتفوا بالبحث عن البيانات التي تؤثر في المؤشرات الرئيسة لمؤسستكم: في شركة «دو سامثنغ دوت أورغ»، يقوم هدفنا على زيادة مستويات التزام المراهقين بالعمل التطوعي.. وبالتالي، عندما راجعنا بياناتنا خلال الخريف الماضي، بهدف تحديد كيفية زيادة ذلك المؤشر، بدأنا بطرح سؤالين بسيطين: من هم الأنشط في مجال التطوع حالياً، وكيف نعثر على أمثال هؤلاء؟ وتمكّنا من تجاهل كميات أكبر من البيانات التي لم تعطنا أي إجابة عن هذين السؤالين.

- قوموا بعرض للبيانات كي يتمكن الجميع من استيعاب الأفكار التي تتضمنها: لم يشمل عرضنا النهائي إلا أرقاماً قليلة جداً.. وركّزنا على إخبار رواية واضحة باللجوء إلى شرائح عرض وصور بسيطة.. وفي حين لجأنا إلى تحليل الانحدار للعثور على قائمة بالمتغيرات الهامة، بذلنا وسعنا للقيام بعرض مصوّر للبيانات في سبيل العثور على توجهات.

الجدير ذكره أن محللي البيانات، حتى هم، يبلون بشكل أفضل في مجال اكتشاف التوجهات الجغرافية (والسكّانيّة الكامنة)، باستعمال الخرائط، أكثر مما يفعلون باللجوء إلى تحاليل الانحدار.. ومن خلال عرض مصوّر للبيانات، تمكّن فريق العمل برمّته من استيعابها بسرعة والمساهمة في الحديث.. وقد أدّى ذلك إلى بروز فكرة عظيمة، حيث إن شخصاً من خارج فريق التحليل لاحظ أن الأعضاء في البلدات القريبة من حدود ولاية تكساس كانوا أكثر التزاماً بكثير من الأعضاء الذين يقطنون المدن على الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ.

- عودوا إلى البيانات وأنتم تطرحون أسئلة جديدة: بعد أن علمنا من هم الأعضاء الأكثر التزاماً لدينا، عدنا إلى البيانات لمعرفة السبب الذي دفع بهم إلى الالتزام.. وتبيّن أن الإجابة تكمن في الحملات الهادفة إلى حثّ أعضاء جدد على الالتزام، مع تسليط الضوء أيضاً على شريحة قد تشهد نمواً - على غرار الطلاب الجامعيين الذكور البيض البشرة في الشمال الغربي.

يريد علماء البيانات أن يصدّقوا أن البيانات تنطوي على الإجابات كافّة.. ولكن الجزء الأهم من وظيفتهم مرتبط بالنوعية، ويقوم على طرح الأسئلة، وإنشاء التوجيهات، وإخبار الروايات.