Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/04/2013 Issue 14802 14802 الأثنين 27 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

الشاعر والراوية رضيمان الشمري.. وتكريم الفقيد في مهرجان الجنادرية
جابر حسين المالكي

رجوع

أيام بسيطة ويطل علينا المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بفعالياته التراثية وموروثاته الثقافية وفيه تتعانق أصالة الماضي بعراقة الحاضر وفي كل مهرجان من كل عام اعتدنا على تكريم بعض الشخصيات الوطنية والعربية أو العالمية التي أسهمت في الحضارة والحفاظ على التراث الثقافي والفكري.

وإذا كان لنا مع التاريخ وقفة محبة واعتزاز وشموخ بالإنجازات والتضحيات التي قدمها الأوفياء وتوارثتها الأجيال وهي تسير على الخطى التي رسم معالم حضارتها الآباء والأجداد فكانت خيرا عظيما ننعم ببركة خيره وغرسا طيبا نجني ثماره ومن هؤلاء الذين نقف لهم ولأعمالهم إجلالا واحتراما الشاعر والراوية رضيمان حسين الشمري الذي ودعته الساحة بكل احترام وتقدير بعد إبداعات ونجاحات سطرها لتبقى للأجيال سجلا حافلا بالوطنية الصادقة والإنسانية النبيلة وهو يقدم حياته وجهده مضحيا بوقته وماله لحفظ تراث وتاريخ المنطقة من الضياع وإذا كان للمهرجان الوطني للتراث والثقافه مكرمون فأتمنى وأطلب من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنه العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بتكريم هذه الشخصية الكريمة والقامة الشعرية والروائية الكبيرة.

نعم إنها مسيرة نصف قرن من البذل والعطاء وصادق الحب والانتماء عاشها فارس الكلمة والوفاء عاشق الصدق والصفاء رجل الجود والكرم والسخاء إلى جنات الخلد إن شاء الله رحل عنا محملا بخير الدعاء مخلفا لنا قصصاً من الكفاح وفصولاً من التجارب والنجاح ودعنا ورحل بصمت الكبار وشموخ الجبال ودعنا ونحن نتذكر برنامجه الشهير البادية الذي طالما انتظره آباؤنا وأجدادنا وأخذوا يتناقلون قصصه وأبياته ورواياته. كبرنا ونحن نلتمس لهذا الإنسان الحب والتقدير نستقي ذلك من مجالس من تربينا في أحضانهم.

ومرت السنين وكبرنا وعبر الحياة مضت بنا الأقدار وكان حظي كبيرا أن عملت تحت قيادة ابنه الرائد حسين الذي تخرج من مدرسة والده وتعلم منها الكثير من دروس الحياة اليومية وأبدع وهو يرسم العديد من الصور الحية ويترجم الكثير والكثير من المواقف الإنسانية والقيم والأخلاق السامية التي عرفها به زملاؤه الذي أخذ على عاتقه خدمة الناس والسعي لمصالحهم وما هذه الصفات النبيلة إلا نعمة من الله يهبها لمن يشاء من عباده ويفخر بها كل الخيرين وكائنا ما كان يحكي لنا عن والده وأسفاره وأشعاره..

نعم إنها كنوز الحب والاحترام التي كسبها رضيمان الشمري من الناس ونثرها بينهم ومنها رفع لهم رايات التواضع والتسامح فكان نعم المربي والموجه لكل من عرفه أو تعامل معه..

لكنها سنة الله في خلقه وكل نفس ذائقة الموت..

إنها اللحظة التي انتهت فيها الإقامة في هذه الحياة الدنيا وحان السفر إلى حياة أخرى أسأل الله أن تكون له ولموتى المسلمين حياة خيراً من التي كان عليها إنه ذلك اليوم الذي ودعت فيه أرض الجزيرة وأبنائها قامة كبيرة حملت في داخلها كنوزاً من الصبر والمثابرة والتحدي في زمن قلت فيه وسائل الاتصال والمواصلات التي نعيشها اليوم لكنه العزم والإصرار على المضي قدما نحو الهدف المنشود ومن برنامج البادية صافح رضيمان الشمري وجدان محبيه وإلى أعماق قلوبهم سار ينشد رضاهم ساعيا لحفظ تراثهم الأصيل ومورثاتهم الممتدة جذورها عبر حقب التاريخ.

يسجل ويروي للأجيال ما كاد أن يضيع مع الأيام من تاريخ وقصص آبائهم وأجدادهم التي عاش أحداث بعضها ووثق البعض الآخر منها عبر اللقاءات مع كبار السن ومن أشعاره ورواياته مثل ذلك الإنسان الذي كان وما زال مكسبا كبيراً للوطن وتاريخه العظيم وستبقى أعماله خالدة في ذاكرة الوطن وشاهدة له أمام الأجيال على وطنيته الشريفة وأخلاقه الكريمة وسيظل رضيمان الشمري شمساً لا تغيب عن جبين الوطن وقصة في محتواها دروس من التفاؤل والإيثار.

إن التعبير في مثل هذا الموقف يخون كاتبه وهو في أشد الحاجة لكل معنى.. فلا نقول وداعا لأنك لم ترحل إلا بروحك وجسدك لكنك باق معنا بحب الناس لك.. نعم إنك معنا وفي وسط قلوبنا وفي أعماق مشاعرنا.

وأنا أعد هذا المقال كانت أجنحة الأمل ترفف بي عاليا في سماء الفرح بميلاد غد مشرق بالتفاؤل لنقول حينها للتاريخ وللأجيال إننا لم ننس كل الخيرين في هذا البلد ولن نضيع جهودهم التي ارتقوا بها عاليا حتى عانقنا المجد إلا أنني ومن خلال هذا المنبر الإعلامي الذي أشكر القائمين عليه إتاحة هذه الفرصة وهذه المساحة أناشد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة الرياض بتسمية إحدى القاعات العلمية أو أحد شوارع منطقة الرياض باسم الراحل تخليداً لذكره وحفظاً لإنجازاته التي أورثها الأبناء الوطن كما أطلب أن يتم جمع أعماله وطبعها حتى تستفيد منها الأجيال.. الشيخ والراوية والشاعر والمربي رضيمان حسين الشمري وأنت تودع محبيك.. وتغيب عن الكثيرين ممن كانوا يعيشون على خيرك.

لا نقول وداعا لأنك لم ترحل وما زلت بين محبيك بمواقفك النبيلة وأعمالك الجليلة.

وغدا تصافحك الجنادرية وهي تحتفي بتكريمك.

الحرس الوطني بالرياض

gaber2011@hotmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة