Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/04/2013 Issue 14802 14802 الأثنين 27 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

تخيل أن تخرج من دوامك في يوم عادي، وترى المحيط من حولك مرتبكا! الناس خارج البيوت في حالة ذعر وذهول. تتصفح الوجوه من حولك فتعتريك دهشة الشحوب الطارئ. الثياب مهلهلة كما لو كانت ملابس يوم فائت. تعود لبيتك لتطمئن على أسرتك، فترى أطفالك خادرين على غير عادة بشفاه ذابلة مسلوبة النضارة. تنتظر غداءك بينما لا رائحة للطبخ اليومي تنبعث من مطبخك كالعادة.

لقد أُسقط في يدك: إنه الجفاف!. تلتفت حولك.. المسبح الذي كنت تعبئه للمتعة أو للزينة. المسطح الزراعي الذي كنت تغدق عليه مياه محلاة. النوافير، ماء الاستحمام الذي كنت تهدره بكرم باذخ. مئات اللترات المتدفقة بسبب تسريبات المياه من الأنابيب التي كنت تهملها. يمر ذلك سريعا ببالك.. ثم يقطع خيالك صوت ابنك: عطشان يا أبي!

ما ذكرته الآن ليس فلم خيال علمي إنه واقع ممكن الحصول باحتمالات عالية جدا، لو لم ندرك حجم المشكلة. واقع نحن بلد صحراوي محدود الموارد للمياه الطبيعية، ونواجه في المقابل زيادة مطردة للسكان وفق التوسع العمراني الهائل في المدن والقرى أيضا. لابد لكل منا أن يعي تلك التحديات الصعبة التي تواجهها بلادنا والتي تعتبر من أكبر دول العالم إنتاجاً للمياه المحلاة التي تغطي حوالي 70% من مياه الشرب.

و بقليل من التفاصيل يمكننا القول إن معدل استهلاك الفرد للمياه في المملكة حيث يصل إلى 350 لتر في اليوم. ما يساوي 126000 لتر في العام. هذا ما يجعلنا نتفهم أنه إن لم نتحرك لإنقاذ أنفسنا أولا من أزمة مياه حقيقية سوف نبدأ بتلمس واقعها المر ابتداء من 2020 القادم الذي ستتضاعف فيه الحاجة الملحة للمياه كمتحكم أول في التنمية في العالم بأسره فكيف بالبلدان الجافة وشبه الجافة؟ ولقد أوضحت دراسة حديثة على مستوى المملكة، قامت بها وزارة المياه والكهرباء بالتعاون مع شركة عالمية متخصصة في مجال الإحصاءات والبحوث الميدانية، أن مشكلة نقص المياه هي من أوائل المشاكل والقضايا البيئية، بل من أولها مقارنة بالقضايا الأخرى كالتلوث والفقر وحماية البيئة الطبيعية.

إنني لا يمكنني التصديق أن هناك من يدرك حجم هذه الأزمة ويكتفي باللوم والتقريع لوزارة المياه ومسؤوليها.. ثم لا يتحرك ليساهم في إيقاف هدر ثروتنا الزهيدة تلك. التي لا ندرك منها سوى أننا ندير زر الماء في البرادات المنزلية لنعبأ لنا كأساً باردا نقيا سهل المنال، دون أن ندرك التكلفة الاقتصادية المرتفعة جداً لتوفير تلك المياه للشرب وتنقيتها وإيصالها للمستهلك.

هناك حلول عملية وسهلة للغاية ومجانية أيضا للمشاركة في الحفاظ على مياهنا. وخصوصا في المنزل الذي وصلت نسبة الاستهلاك للمياه فيه إلى 1.75 مليار م3/سنة؛ أي ما يعادل 4,79 مليون م3/يوميا. الحلول على وجهين: وجه يتمثل في استخدام أدوات الترشيد الخاصة في المنازل. وهي متوفرة في حقائب قامت الشركة بتوزيعها مجانا للمواطنين وما زالت متوفرة وبأسعار زهيدة. مثل: (مرشد حنفيات المغاسل، أكياس الإزاحة وأقراص كشف التسربات في صناديق الطرد.. وغيرها). الفكرة التي نضعها في حسباننا أن تلك الأدوات الصغيرة قد تحدث فرقا هائلا. خذ مثلا استخدام أدوات ترشيد صندوق الطرد ستوفر 12 لترا من الماء لأنها تمثل ما يعادل 35% من مجمل استهلاك المنزل لذا فهي تحتل المركز الأول في الاستهلاك المنزلي.

الوجه الآخر للترشيد المنزلي هو تغيير نمط الحياة واكتساب سلوكيات جديدة في الاستخدام اليومي للمياه.. سواء في وقت تنظيف الأسنان أو الحلاقة أو تنظيف ألواني أو الري وخلافه..

و الآن ما الذي سنخسره لو زرنا موقع وزارة المياه والكهرباء وازددنا معرفة بالسبل المتاحة لترشيد استخدام المياه؟ إننا لن نخدم أحدا غير أنفسنا، ولن ننقذ إلا أولادنا!

kowther.ma.arbash@gmail.com
kowthermusa@ تويتر

إني أرى
ماؤك العذب ليومك الأسود!
كوثر الأربش

كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة