Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 10/04/2013 Issue 14804 14804 الاربعاء 29 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لأنني أحب وطني وأعشق صباحاته ومساءاته، ولو ابتعدت عنه يوماً افتقدته وحففته بقبلاتي ودعواتي كي يكون دائماً أجمل، لأجل ذلك ولأسباب أخرى أقول أحياناً.. أحياناً يبدو لي أن الفرق بين الحياة في الرياض والحياة في مدينة جميلة بعيدة خارج حدودنا، يعانقها المطر صباح مساء، يبدو الفرق شاسعاً، عجيباً وجديراً بالتأمل.. يبدو لي مشابهاً كثيراً للفرق ما بين أغنيتين، الأولى يرد فيها: (Give me every thing tonight)، والترجمة الأفضل لها من وجهة نظري المتأملة هي: اسمح لي بكل شيء هذه الليلة / فنحن لا نضمن الغد / أستطيع أن أعدك هذه الليلة / لكن لا أستطيع أن أعدك غداً..

الأغنية توحي لك بأن ثمة من يقول لك بلهجة غير فصيحة (شبّيك لبّيك، أنا بين إيديك). والثانية: (أبكي على ماجرى لي يا هلي).

الأولى أجنبية شهيرة.. والثانية قديمة ترنّم بها أكثر من شخص في عالم الفن، وقد ورد ضمن كلماتها (أنا، لي مع ناعم العود مسألة)، وإذا أردت تطبيقها على الرياض فسوف أقول: لي مع الإسكان والعقار مسألة، ولي مع غلاء الأسعار مسألة، ولي مع تردّي التعليم وهشاشة بعض المدارس الأهلية مسألة، ولي أيضاً مع المرور والبطالة مسألة..

أعاني من شدة الزحام، مثل سواي وأنا مجبرة لاقتناء سيارة لعدم وجود نقل عام، ولأن محارمي الذكور مستغرقين بمشاغلهم أيضاً، مثل سواي فأنا مجبرة لاستخدام سائق ودفع راتب يتراوح ما بين الألف والألف وخمسمائة، المبلغ الأخير للسائق صاحب الخبرة، وإذا سافر السائق في إجازة لا بد لي من البحث عن آخر مؤقت قد لا يحمل إقامة أحياناً! وعندها سأكون مخيّرة بين أمرين إما رفضه وتعطيل مشاويري ومشاغلي ولزوم البيت، أو الرضا به مؤقتاً ودفع راتب مضاعف له يتراوح ما بين الألف ومائتين للسائق المتدني الخبرة ربما يكون ممارساً للسباكة أو النجارة سابقاً، ثم تطور ذاتياً ليصبح سائقاً.

الخيار الآخر لو أسعدني الحظ فسوف أجد سائقاً محترفاً للقيادة، لكن هذه السعادة لن تكتمل حين نصل إلى راتبه الذي يتراوح ما بين 2000 و2500 ريال وربما أكثر، ولو لم يملك إقامة فلا وقت حينها للحديث عن المسؤولية الوطنية، فهناك مشكلة أكبر تحدق بي، باعتباري إحدى النساء السعوديات وما باليد حيلة..!

مع كل ما تقدم، عندها كيف لا تكون قيادة المرأة للسيارة أمراً مؤرقاً ومعضلة ثقيلة. وبالرجوع إلى الأغنية أعلاه كيف لا يكون لي مع قيادة المرأة للسيارة مسألة؟!.

ورغم أنني امرأة لا أتحمل مشكلات السيارة إلا أنني أتحمل كثيراً بسبب بعض الأخطاء التي تنمّ عن ثغرات جسيمة في نظام المرور أو في غياب رجل المرور تماماً عن المشهد، فعلى سبيل المثال: لأكثر من مرة حين أصل إلى نقطة تقاطع شارع التحلية بطريق الملك فهد أجد أن هناك مشكلة ما بسبب تعطل الإشارة، تزدحم السيارات ويصبح السائقون جميعاً في توتر شديد وسباق لعبور التقاطع، كل ومجهوده وقدرته على أداء حركات بهلوانية رشيقة بسيارته للنفاذ من هذا الاختناق، عندها أرتجف خوفاً خلف السائق وأصبح قاب قوسين أو أدنى من حادث مفاجئ بسبب سوء التنظيم!

انتهت سطور الزاوية ولم تنته بعد أسباب البكاء.

فجرٌ آخر
أبكي على ما جرى لي..!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة