دقائق وساعات تمضي تشكل أياما وأسابيع وأشهراً وسنوات تسجل عمراً لبني آدم يقضيه بين أقرانه من بني جنسه. وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين) هذه السنوات يطويها الإنسان وتعد عمراً له في هذه الدنيا، تمتلئ صحائفه بأعماله إن خيراً فخير وإن شراً فشر.. دنيا تتفاوت فيها منازل البشر فيها الفقير والغني.. والضعيف والقوي.. الواصل والنافذ والمحتاج.. والحاكم والمحكوم.. والظالم والمظلوم.. فيها الكادح والمتصدق والباذل والسخي والبخيل والمحروم.. فيها المسافر والمقيم يحتاج البشر بعضهم البعض، المؤمنون منهم وصفهم الحديث الشريف (كالبنيان المرصوص يشدّ بعضهم بعضا) ووصفهم (بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)وتستمر عجلة الحياة بالسير، بعض الناس لا يستطيع الحصول على متطلبات عيشه وتدبير أمور حياته وحياة أبنائه وإنجاز معاملاته في دنيا قلّ فيها العمل لوجه الله تعالى لدى السواد الأعظم من الناس وصعبت متطلبات الحياة على كثير من الأسر، لكن هناك فئة أخرى من البشر وهم قلائل مدّهم الله بالرزق وعلو المكانة والقبول.. يبحثون ويفرحون بتقديم وإسداء المعروف ومد يد العون للمحتاج.. أعمالهم كبيرة تغطي مساحات شاسعة لا يستطيع أحد إنكارها لوضوحها.. امتلكوا نفوساً نبيلة تعطي دون كلل تبذل وتعمل الخير تقدم وتنسى ما تقدمه لا تنتظر شكوراً من الناس، تسعد لخدمة محتاج وتمد يدها لفقير بائس وعابر سبيل انقطعت به السبل ورب أسرة أعياه المرض وأتعبه البحث عن لقمة العيش رجال عرفناهم بسماحة أخلاقهم وتواضعهم وحسن عشرتهم رحلوا واحداً تلو الآخر وكان آخرهم (عبدالله بن عساف العساف) حيث عُرف بتواضعه وبحبه للناس وللفزعة لهم وقضاء حوائجهم حسب قدرته واستطاعته كان رحمه الله في آخر أيامه وقبل مرضه الأخير يحضر إلينا في مخيم الضيافة يشجعنا ويثني على ما نقوم به من عمل تطوعي لخدمة ضيوف المحافظة وزوارها، رحل أحد رجالات الرس بهامته وقامته ولن ترحل طيبته وقد زرعها في أبنائه من بعده، رحل هذا الرجل وها هو الرجل الثاني في الدولة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ومعه صاحب السمو الملكي ورجل منطقة القصيم الأول يقدمان واجب العزاء لأبنائه وأسرته تقديراً لمكانته الكبيرة، أحر التعازي وصادق المواساة لأبنائه وأسرته ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجازيه خير الجزء.