Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/04/2013 Issue 14805 14805 الخميس 01 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

الجزيرة تقف مع حرس الحدود من شرورة وخباش إلى سقام ونجران - (الجزء الثالث)
أرواح الرجال تحرس هامات الجبال

رجوع

أرواح الرجال تحرس هامات الجبال

Previous

Next

الجزيرة - منصور عثمان - سعود الشيباني / تصوير - عبدالله المسعود:

في صباح اليوم الثاني من جولة وفد «الجزيرة» على حدود مسئوليات حرس الحدود بمنطقة نجران استيقظنا مع أذان صلاة الفجر وبدأت الرحلة بعد تناول وجبة الإفطار بحضور اللواء محيا العتيبي وعدد من ضباط وأفراد قطاع حرس الحدود في نجران بعده عملنا لقاء سريعا مع قائد حرس الحدود بمنطقة نجران اللواء محيا بن عطالله العتيبي (سينشر لاحقا) وودعنا بعد أن استقل طائرة عمودية لقيامه بجولة على حدود الوطن أما وفد «الجزيرة» فانطلق مع قائد قطاع سقام العقيد صالح بن عبدالله القحطاني وتعرف على حدود مسؤوليات القطاع والذي يعد من أهم وأخطر المواقع تحت مسئولية القطاع بمنطقة نجران، كما أن المنطقة تشكل خطرا على دوريات حرس الحدود في الليل وتعد مكانا آمنا للمهربين والمتسللين لوجود جبال شاهقة وتضاريس تساهم في اختبائهم، وبدأت الجولة على مركز بئر عسكر والذي يعد خط خلفي لقطاع حرس الحدود، حيث يوجد خط أمامي 121 كيلومتر وخلفي 137كيلو متر، كذلك يوجد خمسة مراكز تابعه لقطاع سقام ومجمع مغطى من قبل دوريات حرس الحدود بواقع 12 دورية لكل مركز تعمل على مدى 12 ساعة ويرتاحون 18 ساعة بنظام الرقابات والدوريات الراجلة والمتحركة وفي الليل يعتمد على نظام المراقبة عبر الكاميرات الحرارية أو الدرابيل الليلية والكمائن التي تحمي منسوبي القطاع وترصد المهربين والمتسللين وفي حالة اكتشاف لمتجاوزي الحدود يتم تحريك (12) دورية بالتزامن.

المهربون يتعاطون المنشطات للانفلات من قبضة حرس الحدود

تبدأ حدود سقام من عسير وتنتهي بخباش وجميعها تضاريس جبلية يصعب سلوكها لمن ليس لديهم جلد وتحمل الصعاب والسير على الجبال والصخور كما انهم يعرضون أنفسهم لمخاطر جمة من أبرزها مهاجمة الكلاب المسعورة لهم والثعابين والعقارب للمخالفين لكنها تعتبر فرصة ذهبية لعصابات تهريب الحشيش وحبوب الكبتاجون، حيث تقتضي الخطط التي يرسمها تجار المخدرات أنه لا بد أن يجاوز المهرب 19 كيلومتر، عبر الجبال وبين الكهوف والأودية للانفلات من قبضة رجال حرس الحدود العيون الساهرة على حدود الوطن، فيما يلجأ المهربون لاستخدام المنشطات (حبوب الكبتاجون) لتعطيهم دافعا لسلك الطرق الجبلية الوعرة خلال فترة الليل.

وفي السياق كشف العقيد القحطاني أنه بعد الانتهاء مؤخرا من مشروع السياج على طول حدود المملكة الشمالية وسجلت حالات التصصسلل والتهريب هناك (صفرا) أصبح الحد الجنوبي وخاصة قطاع سقام هدفا للمهربين لوجود الجبال التي تعتبر مكانا آمنا لهم.

وخلال جولة وفد «الجزيرة» على المواقع وأبراج المراقبة بقطاع سقام أكد العقيد القحطاني أن عملية المسح عبر الآليات في الليل تتوقف بالمناطق الجبلية بسبب المخاطر التي يتعرض لها منسوبي حرس الحدود من قبل عناصر التهريب لأنه من السهل أن يتم قنص الدورية على يد المهربين، فيما يتم تسيير ثلاثة من قصاصي الأثر وخمس دوريات مسح لحظة طلوع الشمس لمعرفة آثار متجاوزي الحد وفي حالة اكتشاف ذلك هناك خطة أمنية لملاحقة المتجاوزين.

جبل كحل يسجل صفرا في التهريب

بعد أن اشتهر جبل كحل عند المهربين والمتسللين وخاصة استهدافه من قبل «الحمالة» الذين يحملون كميات من المخدرات تتجاوز بعضها الـ(13) كيلو من الحشيش أو حبوب الكبتاجون على ظهورهم أو في ملابس خاصة للتهريب رسم اللواء محيا العتيبي خطة أمنية للحد من خطر العصابات على المجتمع وكذلك على دوريات حرس الحدود. حيث تم وضع عدة دوريات ومراقبة وأطقم مساندة وتم قطع الطريق على عصابات الشر، حيث أكدت التقارير الميدانية تسجيل حالات التسلل والتهريب لجبل كحل (صفرا) خلال هذا العام.

95% من السعوديون يستقبلون عصابات التهريب

وكشف معلومات لوفد «الجزيرة» أن جهات التحقيق بحرس الحدود كشفت عن أن (95%) من المستقبلين للمهربين هم سعوديون وغالبيتهم عاطلون عن العمل، والبقية من عدة جنسيات، حيث لا يغامر أي شخص بتهريب المخدرات إلا بعد تنسيقه مع أشخاص داخل المملكة. ويعتمد حرس الحدود على رصد عصابات الشر بنسبة (30%) على معلومات من خارج المملكة و(70%) على دوريات حرس الحدود ويتم استبعاد المتعاونين الذين يشك في مصداقية معلوماتهم وخاصة من غير السعوديين.

وفي إطار جولة «الجزيرة» التي انطلقت من الساعة السابعة صباحا لليوم الثاني من جولتنا واستمرت قرابة 8 ساعات مررنا بمركز عاكفة واستمعنا لشرح من قائده الملازم أول ممدوح بن معروف الزهراني الذي أكد لنا أن عمر مبنى هذا المركز يتجاوز (30) عاما ويقدم خدمات جليلة للحفاظ على أمن الوطن، كما أن المركز يوجد به جميع الخدمات لمنسوبي المركز والضيوف، ويوجد 6 بوابات للقطاع ولا يدخل أي شخص إلا بتسجيل كافة بياناته ويتم تفتيشه ويطبق ذلك على ضباط وأفراد حرس الحدود لقرب ذلك من حرم الحدود وسلكه من بعض الرعاة. مؤكدا أن غالبية من يستهدف الدخول للوطن عبر مسئولية عاكفة هم المهربون أما المتسللون فهم قلة.

بعد ذلك انطلق الوفد إلى رقابة المنارة التي تعد ثاني أعلى نقطة في منطقة نجران بقطاع سقام بارتفاع (1600) متر على سطح البحر ويصعب سلكها إلا عبر سيارات نوع جيب وبقيادة سائقين مهرة تدربوا على يد زملاء لهم بعضهم مازال على رأس العمل والبعض الآخر تقاعد، وتم إنشاء الطريق الذي يصل لقمة الجبل بجهود ذاتية من قبل حرس الحدود، حيث يوجد فوق سطح الرقابة كاميرات حرارية تراقب وترصد وتمرر المعلومات للدوريات التي تمشط الأودية وبعض المواقع فيما يتم تسليمهم في حالة وعورة المنطقة لكاميرات أخرى وتمارس المتابعة حتى تواجد المهربين أو المتسللين في مكان لا يشكل خطورة لرجال حرس الحدود ليتم القبض عليهم.

كما يوجد في مكان الرقابة ثلاثة من رجال حرس الحدود يحملون أسلحة رشاشة وآخر متخصص برماية رشاش عيار (50) وثلاث دوريات بحوزتهم سيارات نوع جيب موديل حديث، كذلك يتوفر لديهم إعاشة وإسعافات أولية يتم من خلاله علاج أي شخص وخاصة بعض المهربين والمتسللين الذين يتعرضون لإصابات من سلوكهم للأماكن الوعرة. كذلك شاهدنا آليات الشركة المنفذة لمشروع السياج المزمع الانتهاء منه قريبا يواصلون العمل على قدم وساق في شق الجبال فيما تتواجد عدة دوريات لحرس الحدود لحماية عمال الشركة من مخاطر وشرور المهربين والمتسللين فيما لم تسجل حتى الآن حالات اعتداء على عمال أو آليات الشركة.

80% من المهربين يقف خلفهم عناصر حماية مسلحة

يلجأ مهربو المخدرات لعناصر حماية مسلحة يقومون بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود في حالة انكشاف أمرهم بهدف إشغال الدورية ومحاولة منهم لهروب من يحملون المخدرات من قبضة رجال حرس الحدود لأنه سوف يطبق بحقهم عقوبة تجاوز الحدود وكذلك عقوبة تهريب المخدرات والتي دائما ما تضبط بحوزتهم كميات كبيرة جدا.

وفي إطار الإنجازات للتقنيات الحديثة أكد العقيد القحطاني أن المهربين أصبحوا الآن يخشون التهريب بالليل بسبب دقة رصد الكاميرات الحرارية لهم فيما ساهم السياج الذي تم الانتهاء منه مؤخرا والبالغ طوله (61) كيلو متر من حدود سقام باتجاه خباش في الحد من التهريب والتسلل كذلك ساهم أيضا المصدات الخرسانية والحواجز والعقوم في الحد بشكل كبير في تجاوز الحدود من قبل المهربين.

متسلل يسجل (50) مرة لدخول المملكة

بعد وصول وفد «الجزيرة» إلى مركز الموفجة الذي يساهم في إحباط ما يقدر بـ(45%) من المقبوضات للمخدرات التي بحوزة المهربين وفق إحصائية قطاع حرس الحدود بنجران كون المنطقة جبلية وبها أودية وكثافة أشجار تساهم في اختباء المهربين والمتسللين عن أعين حرس الحدود، حيث قامت جهات الاختصاص وبجهود ذاتية من حرس الحدود بإتلاف الأشجار التي يستغلها المهربون وإعادة زرع كاميرات مراقبة متطورة وبعدة مواقع. ولحظة وجودنا بالجولة تم القبض على (195) متسللاً ومهربًا من بينهم (8) بحوزتهم (111) كيلو حشيش مخدر وبعدة مواقع دون إطلاق للنَّار أو محاولة للهروب من الاشخاص الذين يحملون عدة جنسيات، فيما تسجل عمليات التهريب أن (95 في المئة) من المهربين مسلحون.

وكانت جهات التحقيق بحرس الحدود رصدت أكثر من 50 مره لمحاولات تسلل لعدة أشخاص ومن جنسيات مختلفة فيما سجلن النساء عشر محاولة تسلل للواحدة، أما الأطفال فسجل غالبيتهم ثلاث مرات للتسلل عدا واحدا سجل خمس مرات حيث يعاودون التسلل بعد القبض عليهم وتطبيق الأنظمة ومن ثم يعودون بحجة البحث عن مصادر وظيفية تجلب لهم المال. كذلك تم الوقوف على رقابة السد والتي تقدر بارتفاع (1600) متر على مستوى سطح البحر عبر طريق يصعب السير معه إلا بقيادة شخص ماهر في السير بالطرق الوعرة والمتعرجة والجبال الشاهقة وأكد العقيد صالح القحطاني أن هناك موقع يعد الأخطر والأعلى ارتفاعا بمساحة (2800) متر على مستوى سطح البحر ولكن لضيق وقت البرنامج تم الاكتفاء برقابة السد البالغة (1600) متر، وقابلنا قائد رقابة السد الملازم أول عبدالعزيز بن ضيف الله القرشي وعدد من ضباط وأفراد الحراسات الذين أكدوا أنهم سعداء بحماية الوطن بالرغم من صعوبة ووعورة الطريق وبعدهم عن أعين المواطنين وضجيج المدينة التي تعد مطلبا للجميع.

مؤكدين أنهم يراقبون عبر الكاميرات الجبال المقابلة فيما يتم مراقبة الجبال التي هم يعملون بها عبر كاميرات زملاء لهم في المقابل ويتم تبادل المعلومات عبر وسائل الاتصال الحديثة وتسيير الدوريات للقبض على المهربين والمتسللين الذي يحاولون تجاوز الحدود في الساعة أكثر من مرة وبإعداد تتراوح مابين (1 إلى 50) شخصا ومن عدة جنسيات. وفي إطار الجولة تم المرور على مركز شعب الملطا ومن ثم وصلنا لمقر قطاع سقام وتناولنا وجبة الغداء عند الساعة الثالثة من بعد صلاة الظهر ولا حظنا وجود أكثر من 20 سيارة محجوزة عند القطاع تم ضبطها بعد أن استخدمها أصحابها في عمليات تهريب ومقاومة لرجال حرس الحدود ، حيث إن غالبيتها تعرض لإطلاق نار فيما كشف عن مواطن يقود سيارة نوع (GMS) صالون قام قائدها بصدم الدورية عنوة وأحدث بها أضرارا أصيب على آثارها قائد الدورية إصابة متوسطة فيما تم إيقافه من قبل دورية مساندة بعد إعطاب الإطارات ومازالت سيارات المهربين رهن الحجز حتى الانتهاء من محاكمتهم وتحديد مصير السيارات بعد الحكم أما بالمصادرة وبيعها بالمزاد أو تسليمها لصاحبها.

تفاصيل العودة من قطاع سقام إلى شرورة في الجزء الرابع

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة