Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/04/2013 Issue 14805 14805 الخميس 01 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لا يخفى على المتابع أن وضع العمالة في المملكة يعترية الكثير من العوار، ونعلم جميعاً أن أمر التستر على العمالة المخالفة لا يقتصر على محال البقالة، والخردوات، وغيرها من الأعمال التي لا تتطلب كثيراً من خبرة أو تدريب، فمثل هذه المخالفات توجد في بعض القطاعات الهامة كالتعليم، والصحة، وأعني هنا المشافي الخاصة، وكذلك المدارس الخاصة، والتي تشير التقارير إلى أنها متورطة في تشغيل العمالة بطرق غير نظامية!، وهذا يدل على أن الجشع لدى بعض رجال الأعمال، ومحاربتهم للسعودة قد وصل حدوداً غير مقبولة، فلا أحد يصدق أن المواطن سيدفع المبالغ الطائلة في سبيل البحث عن تعليم جيد لأبنائه، ثم يتفاجأ بأن من وثق بهم قد استعانوا بكل متردية ونطيحة، وبطرق غير نظامية!، ليتولوا هذه المهمة الجليلة.

لقد سعدنا جميعاً بالقرار الذي منح العمال مهلة محددة لتعديل أوضاعهم، فهناك أعداد هائلة من العمال يسيحون في أرضنا بلا رقيب، وكلنا يعلم أن معظم العمالة التي تأتي إلى هنا هي الأسوأ في مجملها، وذلك نتيجة لعدم الحزم في فرض الشروط التي تفرضها كثير من الدول عند الاستقدام، فهذه الدول تشترط الحصول على الثانوية العامة -على الأقل- كشرط أساسي لدخول العامل للبلاد، مهما كانت طبيعة عمله، ولا يسمح له بممارسة أي عمل آخر غير العمل الذي استقدم من أجله، وفي حال عمل بطريقة غير نظامية، فإن العقوبات بانتظاره، وهي عقوبات مشددة تجعل العامل يفكر ألف مرة قبل ارتكاب المخالفة.

وربما أن أسوأ ما في موضوع العمالة المخالفة هنا هو تشغيل بعض ضعاف النفوس لهم في مهن «جليلة» كالتعليم والصحة!، إذ قد يكون المخالف الذي يعمل في مستوصف، أو مدرسة لا يحمل التأهيل اللازم لممارسة هذه المهام الجسيمة، وهناك قضايا مؤكدة سبق أن تم الكشف من خلالها عن «سباك» يعمل كممرض، و»حداد» يعمل كفني مختبر، و»معلم دهان» يعمل كمدرس تربية فنية، وهذا قد يكون مقبولاً، لارتباط «الدهان» بالرسم بطريقة أو بأخرى، وهنا لا يجب أن نحمل المسؤولية للعامل وحده، إذ إن له الحق في كسب العيش، وهذا هو السبب الوحيد لوجوده هنا ابتداء، ولكن جل المسؤولية يقع على عاتق صاحب العمل، فرداً، أو مؤسسة، فطالما أن هدفهم مادي بحت، ومستعدون لارتكاب المخالفات في سبيل ذلك، فلن يتوقفوا عن ممارسة هذه المخالفات، ولذا فإننا نتمنى أن تكون هناك حملات تفتيشية متواصلة طوال العام، بعد انتهاء المهلة المحددة، فالحزم هو الحل الوحيد في مواجهة الجشع، وانعدام الوعي لدى بعض المواطنين، فواصلوا جهودكم بارك الله فيكم.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
العمالة السائبة..!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة