Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 11/04/2013 Issue 14805 14805 الخميس 01 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

ماذا جرى يا صديقي العزيز!

أتَرى ما أرى!

أترى أحوالُ الزمان كيف تبدلت!

ماذا أصاب الإنسان يعيش صراعاً مريراً في كل آن، إنه صراع البائس المسكين الذي ألهب في داخله حب الدنيا والتذلل لسلطانها، وسمح لنفسه وسكناته ونظراته وتأملاته أن تؤسر في قفص مهين اسمه المصلحة الشخصية أو أنا ثم أنا ثم أنا وليس من بعدي سوى الطوفان!

أترى كم هي سوداء دنياه، لا شيء يهم؛ حرمات الإنسان تنتهك على يد أخيه الإنسان، لا حقوق ولا واجبات؛ لا الصغير يحترم الكبير، ولا الكبير يعطف على الصغير، وبر الوالدين أصبح من أخبار الزمان، ومكانة الجار لم يعد لها مكان، واحترام المعلم انقلب إلى نكران، وأمسى الوفاء لفظاً في متاهات النسيان، والإخلاص والولاء استبدلا بالغدر والعدوان!

أترى كيف اختلطت كل الأمور؛ فضاعت القيم وسحقت معانيها الجميلة؛ لم يعد هنالك كرامة أو مروءة أو شهامة، إنسان اليوم انهزامي؛ تسيِّره مصلحته الشخصية الآنية وفقاً لمعاييره القاصرة وبصيرته الأسيرة، غدا آلة صماء تحركها أزرار؛ فأحد تلك الأزرار لابتسامة صفراء، وآخر للغش والخداع، وثالث للرياء والنفاق، ورابع وخامس ومائة ألفٍ مسخَّرةٌ كلها للكذب بكل الألوان!

آهٍ يا صديقي!

كم يعذبني صمتك!

وكم تعذبني هذه اللا أسمع ولا أرى ولا أتكلم!

وكم يرعبني ذلك العمل الفني (المنحوت) الذي يصور ثلاثة قرود؛ يجلس كل منهم بجانب الآخر، وبأيديهم: يَصمّ الأول أذنيه، ويُغمّي الآخر عينيه، ويَكتم الثالث فمه!

ما رأيك يا صديقي في تلك القرود! أهي حقاً قرود!

ثمَّ أين أنت اليوم يا صديقي؟

أمازلت يا صديقي -كما كنت- صديقي!

أم أنك كما الآخرين؛ آلة تحركها أزرار!

aaajoudeh@hotmail.com
كاتب فلسطيني - الرياض

أين أنت اليوم يا صديقي
عادل علي جودة

عادل علي جودة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة