Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 12/04/2013 Issue 14806 14806 الجمعة 02 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

إلا خيانة الوطن
د. هياف آل يحيى

رجوع

لقد كان الإعلان الصادر من وزارة الداخلية في السابع من شهر جمادى الأولى لعام 1334هـ حول كشف المنظومة الأمنية لشبكة التجسس الشيعية خبراً صادماً، لسببين: السبب الأول يكمن في حجم هذه الشبكة التجسسية من حيث العدد إذ كيف يمكن فهم انخراط 16 من المواطنين في عملية تجسس ضد الوطن وأمنه واستقراره.. أما السبب الثاني، وهو أشد إيلاماً، وهو من شقين: الشق الأول ويتعلق بهيكلة هذه العصابة المارقة من حيث التوزيع الجغرافي والتخصص العلمي والمستوى الوظيفي لرموزها، أما الشق الثاني فهو عن طبيعة الإشراف على عملها من قبل جنسيات أجنبية، ومن نفس الطائفة. أن يغزونا جاسوس من خارج الحدود بهدف زعزعة أمن الوطن واستقراره فذلك أمر محتمل ووارد، أما أن يكون الجاسوس منا وفينا ويعيش بين ظهرانينا ويحمل الهوية السعودية ويشغل مركزاً وظيفياً مرموقاً في أكبر مصرف سعودي أو يمارس اختصاصه الطبي الدقيق في أهم وأعقد منشأة علاجية في المملكة أو يمارس مهنة التدريس في الجامعة الأكبر والأقدم في البلاد أو يعمل في أكبر منشأة نفطية في العالم فذلك أمر صعب و»كايد»، وخاصة عندما تكون الدوافع الريئسة لسلوكيات هذا الجاسوس «المواطن» طائفية. منذ ما يزيد على ثلاثة عقود والجهة التي يعمل لمصلحتها ومن أجلها هذا الجاسوس «المواطن» تناصب العداء لهذا الوطن المعطاء، مع أنه لم يثبت أن أساءت المملكة إلى هذا الجار، بينما هو متورط، وبالدليل القاطع، حيث انخرط بشكل مباشر في عدد من الجرائم الدموية ومن أبشعها تلك التي أرتكبها في أطهر البقاع وأثناء تأدية المسلمين لفريضة الحج، وهي جريمة نفق المعيصم، خلال حج 1410هـ، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف من حجاج بيت الله الحرام. ومع هذا التاريخ الأسود لهذا الجار الشرير مع جيرانه لوثت الطائفية المقيته عقل هذا الجاسوس «المواطن» وأعمت بصره وبصيرته فاصبح أداة قذرة لهذا الجار الشرير فأتمر بأمره ونفذ تعليماته مع يقينه التام أن تنفيذه لهذه الأوامر وهذه التعليمات تلحق الضرر بمصلحة الوطن العليا وتعرض أمنه واستقراره وإنجازاته للخطر. هذا الجاسوس «المواطن» لم يعد خائناً لوطنه وأهله فحسب بل هو عدو وشيطان أخرس يجب معاقبته عقاباً رادعاً زاجراً يكفل تخليص الوطن من شروره وغدره وفسقه ويضمن استقرارالسلم الأهلي والأمن المجتمعي ويعزز مناعة اللحمة الوطنية ويصونها. لقد نجح هذا الجار الشرير في تجنيد هؤلاء الجواسيس الخونة وذلك ببب قوة إيمانهم بأجندته وبسبب ولائهم وانتمائهم له وبسبب ثقافة الكراهية والبغض المتجذرة والمتأصلة فيهم تجاه هذا الوطن وتجاه قيادته التي لم تدخر وسعاً ولا مالا ًولم تأل جهداً في سبيل تحسين وتطوير كل جزء من أجزاء الوطن دون تفرقة أو تمييز عكس ما يدعيه البعض زوراً وبهتانا باتهامهم لبلادهم بأن هذا الحدث، حدث كشف هذه الشبكة التجسسية المجرمة، لا يعدو أن يكون محاولة للعب على ورقة الطائفية والتهرب من استحقاقات الإصلاح الداخلي، متجاهلين، عن عمد، أن عملية الإصلاح هي عملية مستمرة وأن الإصلاح أمر يحرص الجميع، وعلى رأسهم قائد الأمة ورائد الإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على تحقيقه وعلى كافة الصعد. لكن النجاح الحقيقي، والذي هو مصدر فخر للجميع لما أحدثه من تأثير إيجابي، وعلى كافة المستويات، يتجلى بوضوح في قدرة وإبداع ومهارة المنظومة الأمنية في كشف هذه الشبكة التجسسية المعقدة وكشف زيغ وإعوجاج أجندات وإسترايجيات هذا الجار الشرير وتعرية مدى تغلغل داء الطائفية في الوعي الجمعي لديه. هذا النجاح هو من ستتلقفه بالدراسة والتحليل مراكز أبحاث مكافحة الجريمة وهو من سيكون مادة علمية ثرية لأجهزة الاستخبارت العالمية المعتبرة، وهو دليل دامغ على التطور النوعي الذي تعيشه المنظومة الأمنية وبهذا فسيسهم هذا النجاح في تعزيز طمأنة المواطنين ورد كيد الكائدين في نحورهم.. إن أمن الوطن واستقراره، وحماية مقدراته وإنجازاته ومكتسباته، والولاء لقيادته لهي خطوط حمراء لن يسمح لكائن من كان المساس بها فدونها ترخص النفس والنفيس. أن خيانة الوطن هي أعظم درجات الخيانة وأن من يرتكبها يعرض نفسه لأقصى وأشد عقوبة ممكنة.. يمكن غض الطرف عن بعض الأمور في علاقتنا مع هذا الجار الشرير ويمكن الصبر على سلوكيات المواطن الذي أعياه داء الطائفية ولكن خيانة الوطن خط أحمر وهي بهذا جريمة نكراء لاتسامح ولا تعايش مع من يرتكبها كائن من كان. هذه هي الرسالة التي يجب أن يفهما ويعيها ويدركها كل من هذا الجار الشرير وهذا المواطن المصاب بداء الفتنة الطائفية وكل من يؤيد هؤلاء الخونة أو يتعاطف معهم أو ينخرط في وحل ثقافتهم الطائفية.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة