Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 15/04/2013 Issue 14809 14809 الأثنين 05 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تحدثنا في المقال الماضي عن ظاهرة تسيب قلة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، الذين يمتهنون الوعظ، وتحدثنا عن ضربهم عرض الحائط باللوائح المنظمة لعملهم، وعن التراخي في محاسبتهم من قبل جهات عملهم، والهيئات الرقابية، ونواصل الحديث بهذا الخصوص عن جانب آخر من هذه اللوائح التي لا يعيرها هؤلاء الأساتذة اهتماما، وهي المتعلقة بعمل عضو هيئة التدريس مستشارا غير متفرغ في جهات خارج الجامعة، إذ تنص اللائحة على: «ألا يعمل مستشاراً في أكثر من جهة واحدة»، وأن: «يكون الحد الأقصى لمدة الاستشارة سنة قابلة للتجديد»، وأن: «يقدم الطلب من الوزير المختص بالنسبة للجهات الحكومية، أو من رئيس الجهاز أو المؤسسة بالنسبة للقطاعات الخاصة، والمنظمات الإقليمية أو الدولية إلى وزير التعليم العالي»، وماذا بعد من شروط؟!

تجبر اللائحة الأستاذ الذي يتم السماح له بالعمل خارج الجامعة كمستشار غير متفرغ على: «أن يقدم لوزير التعليم العالي تقريراً سنوياً عند انتهاء مدة استشارته عن الأعمال التي أنجزها خلال فترة الاستشارة ويزود مدير الجامعة بنسخة منه»، كما تؤكد اللائحة على: «ألا يؤثر عمل عضو هيئة التدريس مستشاراً غير متفرغ على أدائه لعمله الأصلي»، وهذه نقطة هامة جداً، ثم تؤكد اللائحة على أن على عضو هيئة التدريس أن يتواجد: «في مكتبه خلال ساعاته المكتبية وفي العيادات والمختبرات ومراكز الحاسب إذا كانت طبيعة عمله تقتضي ذلك»، على ألا يتواني في: «الإسهام في المجالس واللجان التي ترى الجامعة حاجتها إليه فيها»، أي أنه لا يسمح للأستاذ بالعمل خارج الجامعة إلا إذا التزم بكل هذه الشروط، والهدف بالتأكيد هو مصلحة الطالب، فمن الذي يلتزم بهذه الشروط؟!

الذي يلتزم بهذه الشروط القاسية، والمبررة أحيانا، هو الأستاذ الجاد، الذي يخدم الجامعة، ويكون جل همه منصبا على طلابه، وعلى البحث العلمي المتعلق بتخصصه، وكل هذا نظير عمل قد لا ينتفع منه ماديا إلا بمبلغ زهيد لا يكاد يذكر، أما «الأستاذ التاجر»، والذي يترك طلابه معظم الفصل الدراسي، ويتنقل في طول العالم وعرضه، ويشارك في هذه القناة الفضائية أو تلك أثناء الفصل الدراسي، وربما سببت مشاركاته كثيرا من الإحراج لجهة عمله، وللوطن برمته أحيانا فلا يتقيد بهذه اللوائح، ولا يسأل عن أحد صغر أو كبر، وماذا أيضا؟!

عند الحديث عن حضور الندوات والمؤتمرات داخل وخارج المملكة، يسرح ويمرح -كما أسلفنا- بعض أعضاء هيئة التدريس دون حسيب أو رقيب، فماذا تتطلب اللائحة المنظمة لعمل عضو هيئة التدريس من الأستاذ الجاد، والملتزم بعمله عندما يرغب في حضور مؤتمر علمي يتعلق بتخصصه، خصوصا أن هذا الحضور سيضيف له الكثير.. هذا ما سنتحدث عنه في الجزء الأخير من هذا الموضوع الهام، والذي نتمنى أن يتم الالتفات له من قبل من يعنيهم الأمر فقد بلغ السيل الزبى، أليس كذلك؟!

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
أستاذ الجامعة.. بين العمل والتجارة!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة