Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 16/04/2013 Issue 14810 14810 الثلاثاء 06 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

إصدار خاص

محافظة الحريق وزيارة الأمير
أ.د. صالح بن محمد الخثلان

رجوع

أ.د. صالح بن محمد الخثلان

الزيارات التي يقوم بها سمو أمير منطقة الرياض ونائبه لمحافظات المنطقة تحقق جملة من الأهداف، من أبرزها ما يلي:

1 - هدف معرفي: ونقصد به رغبة الأميرين زيادة معرفتهما بالمنطقة ومراكزها الإدارية التي تقع تحت مسؤوليتهما مما يسهم بخدمتها بشكل أفضل. فمهما توافر من معلومات عن هذه المحافظات سواء من خلال التقارير أو المكاتبات..

.. فلا يوجد أفضل من الزيارة والوقوف المباشر على واقع هذه المحافظات والمراكز والتعرف عن قرب وبشكل مباشر دون وسيط.

2- هدف إداري: ويتمثل في الرغبة في تشخيص واقع هذه المحافظات وتحديد احتياجاتها سواء التعليمية أو الصحية أو الخدمية أو غيرها من متطلبات تسهم في نموها ونهضتها. وهذا بلا شك يتحقق من خلال اللقاء بالمسؤولين في هذه المحافظات والاستماع إلى ملاحظاتهم ومرئياتهم حول أفضل السبل لتحسين أحوالها. ولعلنا نلحظ حرص أمير المنطقة على اصطحاب مسؤولين من عدد من الجهات الحكومية في هذه الزيارات ليقفوا مباشرة على احتياجات المحافظات وكذلك ليتواصلوا مع مديري الإدارات والأجهزة الحكومية المحلية في المحافظات.

3- هدف يمكن وصفه بالسياسي - إن جاز القول - ويتمثل في رغبة الأمير ونائبه التواصل المباشر مع المواطنين في المحافظات والاستماع لهم انطلاقاً من نهج ثابت في السياسة السعودية المحلية.

واليوم تتأكد الحاجة لهذا النهج بشكل أكير بالنظر إلى أن الأميرين من الجيل الشاب الذي هو بحاجة إلى توثيق العلاقة مع سكان المنطقة والتعرف عليهم والتواصل المباشر بهم وعدم الاقتصار على الأطر الإدارية التقليدية في بناء هذه العلاقة.

هذا الهدف ليس سهلاً بالطبع بالنظر إلى الإرث الكبير الذي تركه سمو الأمير سلمان والأمير سطام -رحمه الله- اللذان عرف عنهما الحرص الشديد وغير العادي في القرب من أبناء المنطقة والتعرف عليهم ومعرفة الأسر والأعيان بالاسم والحرص على التواصل المستمر معهم. واليوم الأميران خالد وتركي وغيرهما من القيادات الشابة في الأسرة المالكة بحاجة إلى الوعي بهذا الجانب المهم في العلاقة مع المجتمع والاهتمام به، في ذات الوقت الذي تسعى فيه القيادة إلى تطوير وتحديث الأطر الإدارية والسياسية في صناعة القرار بشكل يتلاءم مع الطفرات الكبيرة التي شهدها المجتمع السعودي. فتوطيد العلاقة الإنسانية مع المواطنين، والأخذ بالمنهج المؤسساتي في صناعة القرار قطبان متلازمان للحكم الرشيد.

نأتي الآن لمحافظة الحريق التي تستقبل أمير الرياض ونائبه ضمن جولتهما في الركن الجنوبي لمنطقة الرياض الممتدة من نجران جنوباً إلى القصيم شمالاً. هذه المحافظة تلتقي مع بقية محافظات المملكة في العديد من الخصائص الجميلة كما تشتهر بميزات جغرافية وتاريخية ويعرف أهلها بقيمهم الإنسانية الرائعة. فمن الناحية الجغرافية تقع محافظة الحريق جنوب غرب العاصمة وتتميز بجبالها الشاهقة التي تحيط بها من كل صوب وبالقرب منها تقع أعلى قمة لجبل طويق. هذه الطبيعة أعطت الحريق قيمة إستراتيجية في منظومة الدفاع عن العاصمة لذلك اختيرت موقعاً لقاعدة الصواريخ الإستراتيجية.

أما من حيث التاريخ فتتميز محافظة الحريق بمساهمة أبنائها في مسيرة بناء الدولة السعودية الطويلة منذ تأسيسها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، كما شاركوا في معارك التوحيد في عهد مؤسس الدولة السعودية الحديثة -رحمه الله- وقد كانت تلك الأدوار محل تقدير دائم من القيادة. على المستوى الإنساني يعرف أهالي الحريق والمفيجر ونعام بالأخلاق العربية الأصيلة فقد جبلوا على قيم النخوة والكرم والشهامة والانتصار للحق والاعتدال في الرأي.

أخيراً لا شك أن المسؤولين في المحافظة سيطلعون الأمير على احتياجات المحافظة، ولكن أود أن أشير إلى احتياجين في غاية الأهمية.

أولاً: المبادرة إلى الانتهاء من الطريق الجديد الذي يمر عبر الحاير ويختصر المسافة من الرياض. وقد تأخر هذا المشروع كثيراً لأسباب لا نعلمها.

ثانياً: القطاع الزراعي وتحديداً المزارع الصغيرة، فهي بحاجة للدعم للمحافظة عليها في مواجهة التكاليف المرتفعة.

هذه ليست مجرد مزارع بل تمثل نمطاً للعيش آمل ألا يندثر بسبب التحولات المعيشية التي يشهدها المجتمع السعودي من جهة، ومنافسة الحيازات الزراعية الكبيرة ذات الطابع التجاري التي حظيت بالنصيب الأكبر من الدعم من جهة أخرى.

- عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية - جامعة الملك سعود

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة