Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 19/04/2013 Issue 14813 14813 الجمعة 09 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

مفتي شمال لبنان.. الشيخ مالك الشعار لـ«الجزيرة»:
الخطاب الإسلامي عبر وسائل الإعلاملا يزال يعاني من القصور والجمود

رجوع

الخطاب الإسلامي عبر وسائل الإعلاملا يزال يعاني من القصور والجمود

لبنان - خاص بـ«الجزيرة»:

طالب مفتي شمال لبنان الشيخ مالك الشعار بأن يكون الخطاب الإسلامي عبر وسائل الإعلام أكثر تطوراً، وأكثر حداثة؛ لمواكبة الأحداث المتتابعة في العالم، خاصة أن هناك قفزة نوعية حدثت في هذا الخطاب، لكن أعتقد حتى الآن أنها قاصرة عن تطور الزمان، وعن التطور التقني لما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، معرباً عن أمله بأن يكون الخطاب الإسلامي مستوعباً ومستفيداً من سائر وسائل الاتصال، لا من حيث التقني فقط، وإنما حتى من حيث التعبير والوسائل والمضمون.

وأبان فضيلته أن المسلمين اعتادوا على أسلوب الخطابة، وأسلوب المحاضرة، وأسلوب الدرس، والآن نحن في عصر التكنولوجيا الحديثة، فينبغي أن نختصر مجموعة من الأفكار بجزء يسير؛ لأن الوقت أصبح عزيزاً، ولأن الناس عندهم الكثير مما يشغلهم، ونحن ينبغي أن يكون أسلوبنا لافتاً للناس، حتى يلاحقوا المعلومة الإسلامية أو القضية الإسلامية التي نريد أن نوصلها إليهم.

جاء ذلك في حديث لمفتي شمال لبنان لـ «الجزيرة» عن عدد من المسائل والقضايا الإسلامية المعاصرة، وواقع عمل المؤسسات ودور الفتوى الإسلامية تجاه هذه القضايا، وزيارته مؤخراً للمملكة.

وأبدى الشيخ الشعار تقديره لدور المؤسسات العلمية والتربوية والفكرية في حماية ناشئة وشباب الأمة من المخاطر السلبية للبث الإعلامي المباشر، وقال: لا شك في الأثر الإيجابي للمؤسسات الإسلامية، وأثر الجامعات الإسلامية، والمعاهد الشرعية في تكوين الأجيال، لكن الذي يدرك حركة التطور الحياتية العالمية السريعة، وكيف قفز العالم خطوات أسرع من البرق، يعتبر أننا بحاجة إلى استخدام وسائل جديدة تضاف إلى الجامعة، والكتاب، والمعهد، والمكتبة، حتى نكون الناشئة في سلوكهم العملي، وفي فكرهم، وفي تحديد رؤاهم للحاضر وللمستقبل، وينبغي أن نستفيد من كل ما توصل إليه العالم من تقنيات في خدمة الدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي، وإعداد وتربية الناشئة والأجيال.

وخص الشيخ مالك الشعار دور الفتوى في لبنان بالقول: نحن بحاجة إلى أن نضاعف الجهد، وخاصة أن الفراغ كبير، وعلينا بحكم المسؤولية الدينية أن نملأ هذا الفراغ، وأن نشد الناس إلينا، لكن يؤسفني أن أقول إن إمكانياتنا المادية التي تخولنا لاستخدام سائر الوسائل، ولاستخدام سائر المناسبات هي إمكانيات ضئيلة وضعيفة، ولعل هذا جزء مما عرضته على معالي الشيخ صالح آل الشيخ أثناء المحادثات، مؤكداً أنه في حال استطاعة دور الفتوى في العالم الإسلامي أن تؤدي القسط الأكبر من مسؤوليتها سنستطيع -بإذن الله- من قطع دابر كل ما له علاقة بالإرهاب وبالضياع وبالتفلت، حتى نعيد الناس إلى جادة الحق والصواب والإدراك وحسن الرؤيا والمسيرة الجادة في حياة تليق بالإنسان، ولا تتنافى أو تتعارض مع تطورات العصر.

وعن ما تقدمه المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين ودعم العمل الإسلامي، قال الشيخ مالك الشعار: أطلقت على المملكة في أكثر من مناسبة ـ مملكة الخير ـ وقدر هذه المملكة أن تتحمل قضايا العالم الإسلامي بصورة عامة، ولعل لبنان أخذ قسماً كبيراً من هَمّ المملكة والقضايا الإسلامية في بلدنا، ولا أنكر أنها أخذت جزءاً من اهتمام المملكة، لكن أنا شخصياً وضعت معالي وزير الشؤون الإسلامية في حاجتنا الماسة لمضاعفة الاهتمام بالوضع الإسلامي في لبنان، وخاصة أننا نتعرض لهجمات خارجية شرسة، وهناك أموال تنفق في لبنان لا يعلم بها إلا الله, نحن ينبغي أن نقاوم القوة بالقوة، والتقنيات بالتقنيات والحضور الفكري والعملي بما يتناسب معه.. وأعتقد أن المال عصب الحياة، وننتظر من المملكة أن تضاعف من دعمها المالي للبنان.. وبهذه المناسبة أرفع شكري وتحياتي ودعائي دائماً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لكثرة اهتمامه بقضايا العالم الإسلامي، وحتى بالقضايا الإسلامية في أوروبا وأمريكا التي رأيتها رأي العين، ما من بلد في أوروبا وأمريكا زرته إلا ومررت بمركز إسلامي، أو التقيت ببعض الدعاة والعلماء المتفرغين، لكن الحاجة أكثر مما هو موجود.

وأردف يقول: وفي هذا الشأن آمل، وأناشد خادم الحرمين الشريفين وكل مسؤول في هذه المملكة -مملكة الخير- أن يضاعفوا هذا الجهد وهذا العطاء؛ لأن مسؤوليتهم الدينية عن العالم الإسلامي ليست أقل من مسؤولية اهتمامهم بأي مؤسسة سعودية على أرض مملكة الخير, وأنا أشكر لهذه المملكة تلطفها بضيافتي وباستقبالي، كما أشكرها قبل ذلك وبعده لدعم المؤسسات الإسلامية في لبنان، ولتحمل مسؤولية المشاريع الخيرية والإسلامية في العالم الإسلامي والعربي والغربي. وأسأل الله تعالى أن يديم الأمن والأمان على مملكة الخير، وأن يدرك إخواني في السعودية عظم هذه النعمة الكبيرة نعمة الإيمان والأمن، وأن يديم الله تعالى عليهم حكمة حكامها وتعقلهم وتوازنهم، فقوة المملكة ليست مستمدة من نفطها وبترولها، وإنما مستمدة قبل ذلك وبعده من الإسلام والشريعة، ومن توازن حكامها في تفكيرهم وحكمتهم في اتخاذ الموقف، أسأل الله تعالى أن يسدد، وأن يحفظ البلاد والعباد.

وفي نهاية حديثه، وصف مفتي شمال لبنان لقاءه مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بأنه كان إيجابياً ومتميزاً، وقال: نقلت لمعاليه خلال اللقاء الواقع الإسلامي الموجود في لبنان بصورة عامة، وللواقع الإسلامي والديني ولكل ما له علاقة بالمؤسسات الدينية (دار الفتوى، ودار الأوقاف والتعليم الديني في طرابلس والشمال بصورة خاصة)، وعرضت على معاليه الجمعيات والمؤسسات التابعة لدار الفتوى، وما هي الخطة التي أعددناها في دار الفتوى في طرابلس والشمال، حتى نحتضن جميع العاملين في الحقل الإسلامي، وحتى في الإطار الخيري والثقافي, وكانت جلسة فيها شيء من التفصيل والمباسطة, وأنا وجدت عند معاليه المعلومات كثيرة جداً، يعني ليس غريباً عن مسؤول في هذه المملكة التي أنا أطلق عليها مملكة الخير، ليس غريباً عن واحد من المسؤولين في المملكة أن تكون عنده صورة إلى حد كبير واقعية عن لبنان، وعن وضع المسلمين السنة في لبنان وما هي الأخطار التي تهدد مؤسساتهم، ووجودهم، وحياتهم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة