فاصلة:

(نحن نفقد مناعتنا، ونصبح هدفا للسخرية فحسب، بسبب ادّعاءاتنا)

حكمة فرنسية

لسنا مجتمعا مثاليا بل مجتمع طبيعي فيه ككل المجتمعات الخير والشر، وليست لنا خصوصية بمفردنا او ان كل مجتمع له خصوصيته المنبثقة من ثقافته. اقول ذلك لانني لست ضد ان تساهم الدراما السعودية في تصوير الظواهر الاجتماعية السلبية بهدف معالجتها، انما من الاجرام بحق مجتمعنا ما تقدمه بعض المسلسلات السعودية في قنوات فضائية سعودية.

هي في تصويرها لبعض الظواهر تساهم في تشويه صورة مجتمعنا التي لم يكن ينقصها التشويه.

نحن مجتمع بلا صورة واضحة لدى المجتمعات الأخرى، صورة تختلط فيها جوانب مثالية مقدسة لمجتمع تحوي أراضيه المقدسات الاسلامية، مع جوانب متطرفة انتجها الحادي عشر من سبتمبر وجوانب أخرى هي جزء من نمطية صورة دول الخليج النفطية.

نحن نحتاج الدراما لتعيد تشكيل صورة المجتمع السعودي وتقدمها بشكل يخلو من التطرف.

ادرك مهمة الدراما واحتياجها إلى المبالغة للتأثير على المشاهد ولكن ليس إلى حد ان تكون معظم الشخصيات في تكوينها بائسة وشريرة، وليس إلى حد تصوير المرأة لدينا بهذا البؤس والضعف أو الجبروت.

المشكلة أن سوق تأليف المسلسلات التلفزيونية مفتوح لدينا على مصراعيه، بالرغم من أن كتابة النصوص الدرامية تحتاج إلى وعي مجتمعي قبل الوعي الفكري لانتاجية عمل درامي.

لكن يبدو أن كسب المال وطعم النجاح السريع يصرف البعض عن مسؤوليته تجاه مجتمعه.

ان يصورك بما ليس فيك فعذره جهله ان عذرناه لكن إن كان التصوير يأتي من داخل مجتمعنا من افراد يفترض فيهم معرفة تاريخ مجتمعنا أو قراءته بوضوح فهذه كارثة ستتراكم مع الوقت صورة أكثر تشويها لمجتمعنا.