للسنة الثالثة على التوالي أقيم في الرياض معرض التعليم العالي الدولي تحت رعاية وزارة التعليم العالي.. وبنجاح وتطور ملحوظ أكده لي من شاركني الحضور هذا العام وسبق لهم الحضور من قبل. معرض شاركت فيه الوزارة وكل الجامعات السعودية, والملحقيات الثقافية والتعليمية للمملكة في الخارج, وأكثر من 400 جامعة دولية من أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وآسيا والدول العربية والأوروبية وإفريقيا. وأتوقع أن يزداد عدد الجامعات المشاركة في السنوات القادمة مع إثبات نجاحه كفرصة لعرض خدماتها.

المعرض يقام كخدمة مميزة للجامعات وللطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية أو العليا, يتيح لهم فرصة التواصل مع المسؤولين في الجامعات والاستيضاح عما تقدمه من تخصصات وخدمات دراسية, وأي تفاصيل غيرها يحتاج معرفتها المتخرج من الثانوية أو الراغب في متابعة الدراسات العليا.

قضيت عدة ساعات في المعرض زرت فيها أكشاك المؤسسات المشاركة, بين جامعات محلية وأجنبية وملحقيات ثقافية في الخارج وهيئات خدمية وثقافية مساندة. التقيت بكثير من الشخصيات التي اثرت معرفتي ما تناوله الحوار معها سواء حول ما تقدمه المؤسسة ذاتها, أو ما يرتبط بالعملية التعليمية التأهيلية التخصصية وموقعه في بناء الوطن المستقبلي.

وقفت عند الجامعات السعودية العتيدة: جامعة الملك فهل للبترول والمعادن وجامعة الملك فيصل وجامعة الدمام بالشرقية وجامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة الملك خالد بأبها. ثم فرحت أكثر بالجامعات الجديدة الفتية كجامعة الأمير محمد بن فهد وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كاوست وجامعة المجمعة وجامعة جازان وجامعة حائل وجامعة الحدود الشمالية وغيرها.. كما لم أفوت الفرصة للمرور على الجامعات النسائية: جامعة الأميرة نورة وجامعة عفت, حيث وجدت الأميرة لولوة الفيصل رئيسة مجلس الإدارة والدكتورة هيفاء جمل الليل وفريق معاضد رحبن بي وبزميلتي في الجولة وفي مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط.

في كشك السفارة اليابانية التقيت بيوكيكو مسؤولة العلاقات العامة. ذكرتني أن السفير ووفدا مرافقا له كانوا في زيارة لنا بمجلس الشورى قبل أيام. تذكرتها حيث كانت هي بينهم تصور القاعة ومن فيها. قلت لها: كم أنا معجبة بالثقافة اليابانية وإصرارهم على الجودة والتميز. وردت مبتسمة بفخر: هناك قرابة 500 طالب سعودي في الجامعات اليابانية.. ونحن أيضا نفخر بكن كأول سيدات في تجربة الشورى في السعودية.

استرعى انتباهي رهط من الشابات يتكلمن الفرنسية جئن ربما من مؤسسة تعليمية أو يتبعن السفارة الفرنسية أو السويسرية. وعند موقع معهد غوتيه الثقافي الألماني تذكرت أنني لم استكمل دراسة اللغة الألمانية؛ سيدة ألمانية في الموقع وضحت لي أنه لا يتبع السفارة وأن الملحقية الألمانية تنظم دروسا لتعليم اللغة, كما يفعل أيضا معهد غوتيه للغات.

بعد وقفات بمواقع كثيرة من الجامعات والملحقيات السعودية في دول العالم, وجلسة حوار مطول مع الأمين العام بموقع الأمانة العامة للتعليم العالي, ومتعة قهوة عربية لذيذة من جامعة جازان مع الشكر لمدير الجامعة د. محمد الهيازع وفريقه, حان الوقت للبحث عن الكافتيريا للقمة سريعة بمساعدة بندر وله الشكر.

في صالة الكافتيريا المكتظة , شاركتنا الطاولة سيدة كورية تبادلنا الحوار معها. د. سو أكاديمية عميدة كلية الهندسة المعمارية في جامعة سيئول, وستلقي كلمة في المؤتمر. حدثناها عن برامج هندسة التصميم الداخلي في جامعاتنا.. وعن التجربة الأولى للسعوديات فيها ثم عن تجربتنا كأعضاء في الشورى. قالت لابد أن تزورونا في كوريا لنتعرف عليكم وتتعرفوا علينا أكثر. هناك طلاب وطلبة سعوديون في جامعاتنا.

بالصدفة التقينا مرة أخرى بالسيدة الألمانية. من بطاقتها التعريفية وجدت اسمها عربيا؛ السيدة نيفين السيوفي من معهد غوتيه بالقاهرة, ألمانية الجنسية, مصرية الأب. ناقشنا تجربة المرأة السعودية في الشورى, والعربية في تطوير المجتمع وموقعها في مسؤولية صنع القرار. للمرأة المصرية الدور الأسبق عربيا منذ قرابة قرن وكانت قدوة للأخريات اللاحقات زمنيا.

ترقرق في قلبي دعاء مشترك: اللهم لا تعد خطوات ومنجزات المرأة العربية الى الوراء في الأجواء الراهنة بهذا الزمن الملتبس الوجهة في تصارع التيارات.