Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 24/04/2013 Issue 14818 14818 الاربعاء 14 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أجمل اللحظات هي تلك التي أقضيها في زحام مع فيض من الأفكار المتفاوتة ما بين التوتر والهدوء، بعضها يختبئ في محفظتي ومنها ما بين أوراقي والبعض الآخر وهي الأشد إلحاحاً وحميمية هي تلك التي ترافقني وتناجيني وتختبئ ليلاً تحت وسادتي لأسمع منها همساً عذباً في اليوم التالي قائلة لي صباح الخير، وأحياناً تتنهد بما يشبه صوتاً مهموماً قائلة:

“يالله صباح خير”!

في الأيام الأخيرة سكنتني فكرة الصداقة التي كان مبعثها قصةٌ خاتلتني ذات لحظة وقد أخذتني معها إلى عوالم جميلة وذكريات دافئة ما زال عطرها يشدني إليه مهما حاولت نسياناً له أو نأياً عنه.

في طفولتي كنت أعتقد بأن الصديقة هي تلك التي تشاركني أشيائي الصغيرة الجميلة، هي التي تفرح لفرحي وتتألم لألمي، تحتويني في حالة احتياجي إليها، تصغي إلي حين أبحث حولي عن صدر يستقبل أسراري الصغيرة.

هي تلك التي تعاملني كما أعاملها، أتبادل أنا وهي أمورنا أخذاً وعطاء، لكن حين كبرت ونضجت تغيَّرت هذه المفاهيم قليلاً، أصبحت أكثر يقيناً بأن الصداقة كنز لا بد من الاحتفاظ به.. تمضي الأيام تزداد الالتزامات، تتغيَّر الأحوال، وحين غادرت الوطن لبضع سنوات ثم عدت أيضاً تغيّر مفهوم الصداقة لدي بناءً على ما أراه أمامي.. تنوَّعت الصداقة وتلوَّنت بصورة أكثر وضوحاً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هناك صداقات افتراضية في عالم افتراضي.

هذا بالإضافة إلى أن هناك خصوصية أخرى للصداقة لدى مجتمعنا الشرقي تختلف تماماً عمَّا هو موجود في المجتمع الغربي، صداقاتهم مختلطة وهذا أمر طبيعي أما صداقاتنا فهي غالباً أحادية أي من نفس الجنس إلى درجة أثرت بنا كثيراً حتى أصبح أكثرنا لا يجرؤ على التلفظ بمفردة “صديقي” للطرف الآخر ذي الجنس المغاير حتى لو كانت تلك الصداقة افتراضية على الفيس بوك أو التويتر، هذا لأن لدينا ترسبات كثيرة لم نتخلص منها بعد من عالمنا الواقعي.

هل نحن بحاجة إلى ما يسمى “صداقة”؟! هذا أمر مؤكّد لكن لكل منا مفاهيمه المختلفة حول معنى الصداقة وأبعادها وحدودها ومدى احتياجه إليها.

تتضمن الصداقة أموراً متفاوتة، نسبية ما بين القرب والبعد والحميمية، ما بين الأخذ والعطاء، التسامح والوفاء والحب.. ومثل هذه العواطف الإنسانية مصدر التعب فيها أو الشكوى منها أنها قابلة للتمدد والانكماش والتغيّر حسب الظروف والبيئة..

على سبيل المثال من الصديقات من يُشكل الزواج بالنسبة لها تحولاً جذرياً وحلقة مفصلية مهمة في حياتها تجعلها على استعداد للتخلي عن أعز ما تملك في سبيل شراء قرب هذا الزوج وأول ما تراه رخيصاً وقابلاً للنفي هو صديقتها التي عاشرتها سنيناً، مثل هذه لا تملك إلا التعاطف مع حالتها والدعاء لها بالاستقرار والنماء مع زوجها مهما أخذتها المسافات بعيداً.. عملاً بقول البيت الشعبي:

المقفي أَقْفي عنه لو كان مَملوح

والمقبلْ أَنهضْ له شراع السفينة

فجرٌ آخر
الأصدقاء.. مسافات طويلة!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة