Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 24/04/2013 Issue 14818 14818 الاربعاء 14 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا شك أن البطالة همٌّ أول لإغلاق ملف شائك.. لكن ماذا عن تردي الحياة الاقتصادية للعاملين؟ وهل نستطيع أن نضع اللائمة بكل ثقلها على جشع التجار ورفعهم للأسعار.. ونقذف بالمسؤولية على عاتق جهات حكومية كوزارة التجارة مثلاً؟!

إن التاجر الذي يرفع السعر يجد من يشتري مع قليل من الامتعاض والتذمر.. لكن ثقافة المقاطعة والبحث عن بديل أرخص غير واردة.. لماذا؟ الإجابة يملكها المستهلك وحده.

وبنظرة متأملة لكثرت الأسواق نعرف أن ثقافة الاستهلاك مريضة بهوس الاقتناء.. ولو كان المستهلك يسأل نفسه قبل أن يشتري إن كان بحاجة فعلاً لسلعة ما.. سيتردد قبل أن يجد محفظته فارغة. وعلى سبيل المثال لا الحصر سوق الأجهزة الإلكترونية يوضح لنا أن الفرد يشتري رغم أنه يملك جهازاً متوافقاً مع احتياجاته، ويقدم الخدمات المطلوبة، إلا أنه “إصدار أقدم” فقط.. فلماذا يتم تغييره؟ وكيف تتهافت المجالس في سباق محموم على اقتناء الجديد؟!.. هي حيلة نفسية يلعبها المُنتجون من خلال خيارات “ثعلبية”: إما ببضائع غير مستدامة وأجلها قصير.. أو بتغيير الشكل وتحسين غير مؤثر على المضمون؛ لأن الاحتفاظ بالجهاز نفسه لوقت طويل لن يرفع أرصدتهم..

وبمقارنة بسيطة بين إصدار جديد وإصدار قبله لن تجد فرقاً جوهرياً.. إنما شكل جديد بمواصفات القديم، مع تحسينات لا تهم المستخدم.. فالعلة استهلاكية.. وذكاء المستهلك هو المخرج الأقوى.. ولو فهم الدرس لفكر المنتجون ألف مرة في الجودة قبل طرح جديدهم؛ لأن المنافسة ستكون شرسة وحقيقية.. والمفاضلة واقعية.. وكذلك المشتري لن يغير ما عنده إلا لأسباب منطقية.. وليس “بالضحك على الذقون”.

وفي منطقة أخرى أعظم وهماً ولعباً بالعقول.. مع اللص الأنيق.. لص “الديكور” الخارجي للإنسان.. أرباب الموضة الذين جعلوا من العالم “نكتة” حين تتبع ذوقاً واحداً في محاولة ليكونوا أجمل.. فالجمال وحسن المظهر مطلب لا يختلف عليه اثنان.. لكن عندما تستغل هذه الحاجة لا بد أن تكون لنا وقفة. فإن كان الهدف من اتباع الموضة هو التجديد.. فالموضة لم تأتِ بجديد.. إنما تعيد نفسها في كل مرة مع تغيير طفيف.. والجمهور يتبعها ذكوراً وإناثاً.. ويعود ممتناً للقديم؛ لأن فلاناً أو جهة مشهورة تبنته كموضة لها.. أليس هذا تناقضاً صارخاً؟ فما المشكلة من تكرار اللبس.. واختيار ما هو ملائم ولو كان قديماً؟ هل أنت بحاجة إلى دليل كي تعرف أنك تعيش بمزاج شخص آخر.. وتتخذ من رأيه قراراتك، وتنفق من خلاله؟!

خلاصة القول ما قاله العالم الإنجليزي توماس هنري هكسلي: “ليس الاقتصاد حفظ المال، بل إنفاقه بحكمة”. فالمتعة الحقيقية في اقتناء ما ترتاح له وتحتاج إليه وتريده أنت.. وليس الدخول في مسابقة كيف تبدو في عيون الآخرين.

خارج النص: ليس الحب أحاديث وأشعاراً.. إنما أفعال تواجه العقل كي يؤمن ويذعن للقلب.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
اللص الأنيق!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة