اللقيط إنسان يستحق التعامل معه مثلما نتعامل مع أي إنسان آخر وإنه لم يأت من فراغ، ذلك لأن مجهول النسب نتاج تربية وليس نتاج لحظة ولادة فحسب!! بالتالي طبيعي أن نجد اضطرابا في شخصية مجهول النسب تبدأ في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة تؤثر في سلوكه فيعوقه عن ممارسة حياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه لأنه لم يجد التعامل الذي يستحقه لأنه مجهول النسب!!،

الوضع الذي عانى منه الشاب السعودي “شاكر علي” لكنه استطاع تحديه والتغلب عليه بفضله سبحانه.

(شاكر علي) مؤسس الموقع الإلكتروني المميز “سعوديون في أمريكا”، شاب سعودي ولد وتربى مجهول الأبوين عانى من سؤال أرقه كثيراً (ولد مين أنت) لكنه تخطى معاناته وتجاوزها أو أنه حاول تخطيها وتجاوزها وهو الآن مبتعث لدراسة الماجستير في أمريكا، وبعد فترة صمت وعزلة وخوف خرج للناس على خشبة مسرح يحكي معاناته وتحدياته ورفض 25 فتاة سعودية له.

بعد أن قرأت بعضا مما كُتب عنه في الصحف أو في المواقع على الشبكة العنكبوتية، واستمعت إلى تسجيل له على اليوتويب في شيكاغو يروي معاناته وتحدياته على المسرح تحت عنوان “من أنا” جذبتني تجربته خصوصاً أنها تجربة (مجهول نسب) في مجتمع يعنيه النسب ويقدمه على كل ما لديك من امتيازات وإن تفوق مجهول النسب عليك بامتيازاته. أدركت أن ما سأكتبه عنه لن يأتي بجديد حيث مجرد بحث بسيط في محرك البحث على الشبكة العنكبوتية عن “شاكر علي” يمكنك من الوصول إلى كل شيء تريد معرفته عنه الأمر الذي دفعني لأخذ حسابه في KiK والتحدث معه، كانت كلماته معي مقتضبة لكنها معبأة مشحونة ومتألمة وأنا أبدأ حديثي إليه عن علاقة اسمه “شاكر” بالتحدي وتجاوز النظرة المجتمعية وقد أشار علم النفي إلى وجود علاقة بين اسم الشخص وشخصيته، لكن شاكر ذكر لي أنه لا يعرف من اختار له اسمه حيث رجح أنه ربما الطبيب المختص أو من استقبل حالته إلا أن “شاكر” لم يحاول معرفة ذلك أو البحث فيه لماذا؟ “لأنها راح ترجعني أدور عن أناس تخلوا عني” قالها هكذا بنص العبارة، بالتالي الجهل أرحم من العلم الذي قد يفتح على دهاليز قهر ومعاناة! فهو لا يرفض البحث عن هؤلاء الناس لكنه يدرك أن بحثه سيكون في “نقطة صعبة” نقطة إثبات النسب!!

شاكر ورغم رفض 25 فتاة سعودية له بحجة أنه مجهول الأبوين إلا أنه عندما سألته هل حرضه الرفض على الزواج من أجنبية طالما أنه مبتعث والفرصة سانحة للارتباط بغير سعودية فقال لي “ليش أتزوج بنت برا! بلدي أنا فخور إني سعودي وبتزوج سعودية” لماذا يؤكد أنه سيتزوج سعودية لأن “السعودية جميلة طموحة ولديها أهداف طيبة فهو وجد أن أغلب المبتعثات يرفعون الرأس” قال ذلك ودراسات عدة أظهرت أن زواج السعوديين من الخارج يرفع نسبة العنوسة بين فتيات المملكة!!. شاكر بعد أن كسر حاجز الخوف والوحدة جراء نسبهم المجهول، لديه أهداف بعيدة المدى في أن يسهم مع مجهولي الأبوين والنسب أمثاله في كسر حواجزهم ذلك لأن مجهولي النسب فئة مجتمعية لها ما لمعروف النسب والأبوين وعليها ما عليهم فلا تضيع هوياتهم ولا يضطهدهم المجتمع فوق معاناتهم من كونه بلا نسب ولا أبوين.

إحصائية اللقطاء غير دقيقة وغير محدثة كأنما المجتمع يحاول التعتيم على حقيقة موجودة بجانب أنه لا يحاول إيجاد حل لها والتعامل مع اللقطاء من أجل إرجاع نسبهم إلى فحص الحمض النووي DNA ومعرفة ما إذا يحق أن يلحق اللقيط بأبيه عن طريق (الحمض النووي)؟ حيث سبق للطالبة السعودية أشواق شعيب أن ابتكرت شبكة الحمض النووي ستمكن من أشياء كثيرة منها معرفة أهالي اللقطاء فلا إحصائية دقيقة أو دورية للقطاء وآخر إحصائية توصلت إليها إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية التي صدرت في العام 2005م، أعطت مؤشرًا لحالة هذه الفئة، حيث بلغ عدد اللقطاء الذين تؤويهم دار الملاحظة الاجتماعية أكثر من 621 طفلًا من بينهم 336 ذكرًا و285 أنثى، ويقل عمر هؤلاء جميعًا عن 6 أعوام ويزيد على عام، وفي العام السابق له تمّ إيداع 197 طفلًا في تلك الدار، أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنة فيبلغ عددهم 128 طفلًا.

خروج شاكر من الوحدة والخوف والقلق والمعاناة النفسية لا يعني خروج جميع مجهولي النسب واللقطاء وبالتالي لابد من وقفة جادة لصالحة فئة لها ما لكل مواطن سعودي وعليها ما على كل مواطن سعودي إلا أنها لم تحصل على الذي لها لأنها بلا نسب، لقيطة!!.

دعوة: أدعو الجميع بواسطة يوتيوب للاستماع إلى شاكر علي في حديثه وسرده لمعاناته وتحدياته وما آل إليه مصيره حتى أصبح مؤسس موقع سعوديون في أمريكا وطالب الماجستير في أمريكا.