Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 24/04/2013 Issue 14818 14818 الاربعاء 14 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

هذا خالد بن سلطان
مطر الأحمدي

رجوع

مطر الأحمدي

بعض الرجال تزهو بهم المناصب، يضيفون إليها قيمة، ويضفون عليها بريقاً.

يغادرونها ويبقى في الذاكرة أنهم مرّوا من هنا، وأين ما تضعهم يأتوك بخير، يكون المنصب صغيراً ويكبر بوجودهم، ويكون المنصب كبيراً في عيون الآخرين، لكنهم يغادرونه دون أن تتأثر شخصياتهم. هم كبار وهم في المنصب، وهم كبار وهم خارجه.

الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز واحدٌ من أولئك القلائل، شرف المنصب لديه فيما يُقدمه لوطنه، وهو لا يستمد أهميته من المناصب التي شغلَها، بل تشهد له إنجازاته. هو قائد عسكري قادَ بلاده إلى النصر مرتين. الأولى في حرب في شمالها، والثانية في أخرى في جنوبها.

سر نجاحه العسكري علاقته بجنوده وضباطه وقادته. هو يحترمهم من أصغر الرّتب إلى أكبرها، وهم يحبونه من أكبر الرّتب إلى أصغرها. أسعد لحظات عمره عندما يكون بينهم، في أي مناسبة، في أي ميدان، وأجمل حلية يجدها في ملابسه العسكرية.

لا يتأخر عن موعد، ولا يعتذر عن مهمة وطنية. يحترم الوقت ويرى في ذلك احتراماً للآخرين. هذه إحدى الصفات التي تعلّمها في بيت سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، كما اكتسبها من الكليات العسكرية.

تشرفت بالعمل في دار الحياة مدة تنيف عن الثلاثة عشر عاماً. عرفته إنساناً مهنياً بكل ما تعنيه الكلمة، وعندما قدّمت استقالتي من رئاسة تحرير مجلة (لها) نصحني أحد الزملاء، من أساطين المهنة، أن أستمر في العمل لدى الدار، لأن ناشرها لا يتخلى عن العاملين في مؤسسته الصحفية، سياسته في العمل واضحة، وضعَ ميثاق شرف يستلمه الصحافي مع مباشرته وظيفته. يضع السياسات العامة، ويرسم الخطوط العريضة، ولا يتدخل في تفاصيل العمل اليومي، ولا يعطي توجيهات بما يُنشر أو يُمنع، ولا كيف يُنشر، وحتى الأخبار والموضوعات التي تتعلّق به يتركها لتقدير رئيس التحرير، بما في ذلك خبر إعفائه من منصبه، وهذا هو سر التنوّع، وتعدد الألوان ووجود الرأي والرأي الآخر، في مطبوعات الدار، وحلم كل مؤسسة صحفية وجود ناشر مثله.

من أهم صفات الأمير خالد بن سلطان تمتعه بحس إنساني فريد يهتم بصغار العاملين، ويُؤكد على المديرين حسن معاملتهم، وعدم تأخير دفع معاشاتهم، وهو يحترم المدير الذي يعطي العاملين رصيدهم، ويعترف بفضلهم، ويرفض الأناني الذي ينسب كل إنجاز إلى نفسه، ونقطة ضعفه الأطفال المرضى، خصوصاً ذوي الأمراض المستعصية، وقد سمعته مرة يقول إن أولوياته في الحياة تربية أولاده وتعليمهم، ومساعدة الأطفال المرضى. هذا غيضٌ من فيض عن رجل عرفته وعملت لديه، ولأنه يرفض نشر الثناء عليه في بيته، أردت نشر هذه السطور في بيتي القديم، جريدة الجزيرة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة