Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 26/04/2013 Issue 14820 14820 الجمعة 16 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مع توجه المجتمع السعودي للتفاعل مع «العالمية»، والانخراط في المجموعة البشرية من حيث الأخذ من منجزات حضارة العصر، وثقافته، ومستهلكاته, ووسائل اتصاله، وأنظمته المدنية، وتداخله بالجميع في أريحية آملة, وتفاؤل كبير, بحيث إن هذا التوجه لم يعد وقفاً على التفكير في «الاندماج»، بل تم تنفيذه في مجالات عديدة بدأت بالإعلام، ووسائل التواصل، ومن ثم لن تنتهي عند الاستهلاك، والتفاعل، بل ستصل إلى التبني الجمعي، والسلوك الفردي، وقد ظهر بالفعل التأثر, والنقل في مظاهر عديدة، ويسري كالماء في ثقوب المخابر..

لا ضير، هذا قانون التطور ومبدأ السيرورة..,

وهي نقلة، بل نقلات فعلية، وجذرية، ومؤثّرة بلا شك،.. تؤتي مظاهرها، وتكشف عن مخابرها قياسات، ومعايير المقارنة في الآتي من العقود، والحقب, تسجل للمرحلة كل حسناتها, ولا نرغب في أن يرتفع مؤشر واحد لسيئة فيها أبدا..

لذا من الحكمة أن تُقابَل الآن بجدية تقيم الموازنة، والمواءمة، والتصفية، ولذا فإن مؤسسات التربية والتعليم، ومؤسسات المجتمع المسؤولة عن الكشف الدائم على ما يستجد، ويطرأ فيكون في ميزان الترجيح، أو الإخفاق، من مهامها تقديم مساطرها التقيمية، والتقويمية التي تمرر شيئاً، وتصد أشياء..

ولعل أنجع طرق الصد، هو إيجاد البدائل، وبصيغ أكثر جذباً للنشء، وترغيبا..

بمتابعة عامة، هناك من يتشدّد رفضاً أمام التداخل بالبيئات العالمية، وهناك من يميل انسياباً نحوه, وهناك الفئة الوسط ولعلها الأنجى، والأوعى..

فإقبال الناس إلى بعضها من السنن الكونية، وقد خُلق الإنسان كما قال خالقه تعالى من شعوب، وقبائل, وأرض الله واسعة يجمعها أن يسيح الإنسان فيها, والسياحة هنا التداخل والتمازج, والتعايش،.. الذي سنَّه تطور علاقات مجتمعنا بمجتمعات العالم كله..

غير أن أمراً واحداً يحتاج في الراهن للعناية، والحفظ، والترغيب، والتطبيق، والتمسك، والقوة في شأنه وهو «الدين»، وكل ما يرتبط به من عقيدة، وعبادة, ومعاملات، ومسلك..

ومع أن المجتمع السعودي ثابت بخيريته الناطقة، وبإسلاميته المتجذرة، وبوعيه الإيماني الراسخ بإذن الله، وبثقته بأن أفئدة بنيه التي بين إصبعي الرحمن محفوظة بإذنه تعالى، ولسوف لن يزيغها, أو يقلبها إلا إلى ما يحب ويرضى.., إلا أنه مع كل ذلك،فإن النشء الصغار الذين لم يكبروا بعد، يحتاجون مزيداً من الاهتمام، والحرص على الاقتراب من حياض القرآن، والسنة، ويدربون على حسن العبادة الصحيحة، ويعودن على الذكر, وتُفتح نوافذ صدورهم على الخشية، والتعرّف على الله حق المعرفة حتى لا يكبروا وهم لا يراقبون الله تعالى في حركاتهم، ومسالكهم، بمعنى آخر: إننا ونحن نمتزج بالبشر سيأتينا منهم الكثير..

وعلينا أن نربي أجيالنا على ما يثبتهم بقوة في دائرة إسلامهم القويم، ليكونوا محصنين في معمعة التيارات المختلفة..

وتكون الرسالة ناصعة.. والخطو نحو العالمية محاطاً، وموصولاً بحبل من نور..

والنور هذا لكل طريق ينتهجونه، أو ينتجعونه.., أو يقفون فيه.. أو ينزلون..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
بحبلٍ من نور...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة