فاصلة:

(نحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل أوطاننا)

حكمة يونانية

بلا شك حين نسافر عن بلدنا نحمل معنا أفكارنا وقيمنا إلا أنه من المفترض أن يكون لدينا الوعي الكافي بأهمية وجودنا في مجتمع جديد له ثقافة مختلفة، هذا يعني أننا أمام قيم وأفكار جديدة في الحياة.

الثقافة هي كل الرموز من حولنا.. طرائق المعيشة في اللبس والأكل والترفيه وكذلك القناعات التي تتبلور إلى سلوك.

عندما نأتي كمبتعثين إلى البلد التي سندرس بها تبدأ عاداتنا الحياتية في تغيير من لبس وسواه والتغيير عادة يكون نسبي حسب مرونة الشخصية.

بقدر اهتمامي بالتغيير إلا أنني أستغرب ألا نغيّر أفكارنا الخاطئة، أتفاجأ حين تهمس لي مبتعثة «هذه شيعية» وتبرر أي سلوك بمذهبها بينما نفس السلوك قد يصدر من أي مبتعثة أخرى ويمر مرور الكرام.

أتساءل ونحن في الغربة كيف نتحمل إيذاء أي من أبناء بلادنا؟ كيف لا نحاكم أنفسنا ونعترف أننا متعصبون بينما نلوم البريطانيين على تعصبهم ضد المسلمين؟!.

التعصب في بريطانيا ضد الإسلام والمسلمين سببه كما رأت ذلك وزيرة الدولة البريطانية المسلمة سعيدة فارسي نشر وسائل الإعلام البريطاني عن الإسلام والمسلمين بسطحية.

لكن تعصبنا نحن المبتعثين تجاه بعضنا البعض سواء تعصب ديني أو قبلي ما سببه؟ المعتقدات التي لا تتوافق مع الإسلام حان وقت التخلص منها، صحيح أن تغيير المعتقدات صعب لكنه ليس مستحيل فقط ادع عقلك لتدبر كتاب الله وسنة نبيه التدبر لا يعني أن تردد قول رسولنا الكريم «دعوها فإنها منتنة» ثم تمارس سلوكا تنفث منه رائحة التعصب المقيتة.

التدبر يعني أن تفتح نوافذ العقل ليكتشف أي خير لك ولسواك في السلوك الذي كان منشأه فكرة قد تكون خاطئة إلا أنها مع التكرار اكتسبت قوة وتحولت إلى قناعة يا ليت أننا قبل أن نغير ملابسنا وعاداتنا اليومية في الغربة نرمي بمخلفات الأفكار التي لا خير فيها خارج عقولنا.