Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 28/04/2013 Issue 14822 14822 الأحد 18 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وَرّاق الجزيرة

مدينة تاريخية قديمة تقع بين المدينة وتبوك، وذات تاريخ عريق موغل في القِدم، وخلال حضور مناسبة ثقافية في المدينة المنورة حرصتُ على زيارتها فتوجهت من المدينة المنورة التي تبعد عن تيماء 225 كيلاً وقد قطعنا الطريق دون مشقة أو عناء أو سأم مع مجموعة من المؤرخين، حيث كان الحديث عن التاريخ وعن هذه المنطقة من بلادنا، وبعد استراحة قصيرة في منزل أحد سكانها خرجنا في جولة حول المدينة حيث شاهدنا حصن السموأل المتصل بسور البلدة وهو تل عريض مبني من الحجارة وقد تهدم كثير من جوانبه بحيث لم يبق منه سوى الأساس، ثم ذهبنا إلى بئر هداج في وسط البلدة. والبئر حفرة عميقة مطوية بالحجارة، وقمنا بجولة في مناطقها المختلفة، فهي مدينة أثرية ولها ذكر في التاريخ وكُتب الرحالة ومركز من مراكز الحضارة العربية القديمة لوقوعها على الطريق التجاري بين مصر وبابل وبلاد الشام ومكة والمدينة، وكم تذكرت قول الأعشى:

بالأبلق الفرد من تيماء منزله

حصن حصين وجار غير غدار

وقول امرئ القيس:

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة

ولا أطمأ إلا مشيد بجندل

وخلال جولتي في المدينة كنتُ أتأمل ما كتبه المستشرقون وأسماء الأماكن والآثار وقد دعانا عددٌ من الإخوان لتناول القهوة في منازلهم فكانت فرصة للحديث عن المعالم الأثرية والتاريخية وما كتبه جون فيلبي وغيره، حيث تعد تيماء من أقدم مدن المملكة وقد أثبتت الآثار الموجودة فيها ذلك. ويذكر المؤرخون أن أول من نزلها العمالقة من بني سام، ولقد قال ابن خلدون من العماليق بنو الأرقم بتيماء، كما أن الوثائق الأرامية القديمة التي عثر عليها في تيماء تتحدث عن تاريخ هذه المنطقة وسكانها القدامى وأنها قامت وعمرت في القرن الخامس قبل الميلاد، كما ورد اسمها في جغرافية بطليموس.

ولقد ورد ذكرها في الشعر الجاهلي في شعر النابغة وامرئ القيس وغيرهما من الشعراء كما تجاذبنا الحديث مع الإخوة عما كتبه الهمداني وياقوت الحموي وصاحب الأغاني وما ذكره الشاعر كثير:

وخبرتماني أن تيماء منزل لليلى

إذا ما الضيف ألقى المراسيا

وأغلب سكانها اليوم ينتمون إلى طي، وقد نقل كثير من آثارها إلى المتاحف الغربية. وبعد جولة في ربوع هذه المدينة التاريخية ومشاهدة آثارها ومعالمها التاريخية رددتُ قول السموأل صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

فكل رداء يرتديه جميل

لنا جبل يحتله من نجيره

منيع يرد الطرف وهو كليل

هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكره

يعز على من رامه ويطول

وتيماء حافلة بالمواقع الأثرية الموغلة في القِدم، تختلف فيها جميع الفترات الحضارية، حيث أصبحت في فترة من الفترات العاصمة التي يدار منها حكم مملكة بابل في العراق، وجاء ذكرها في عدة أسفار من «التوراة»، وكانت تيماء في الفترة الإسلامية إحدى مواقع تجمع جيوش المسلمين المتجهة إلى الشام، وبعد زيارة تاريخية مؤثرة غادرناها مرددين قول الشاعر:

وتارة ننتجي نجدا وآونة

شعب الغوير وطوراً قصر تيماء

- عضو الجمعية العلمية السعودية

من أدب الرحلات
تيماء ملتقى الحضارات
عبد الله بن حمد الحقيل

عبد الله بن حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة