Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 30/04/2013 Issue 14824 14824 الثلاثاء 20 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من قصص الأطفال الشهيرة التي مرت على الكثير منا قصة الأرنب والسلحفاة، وهي قصة ذات عبرة أتت في حكايات إيسوب وهو عبدٌ يوناني عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وكان قَصّاصاً، وقصصه ارتكزت على حيوانات ناطقة وتنتهي بحكمة، والكثير منا مرّ عليه بعضها مثل قصة الصبي الراعي الذي عَبث بأهل القرية لما كان يستغيث بهم كاذباً من الذئب وإذا ركضوا ليُنجِدوه ضحك على سذاجتهم، وكررها أكثر من مرة، حتى أتى الذئب فعلاً ذات مرة وانقض على أغنامه، فلما صرخ الفتى واستنجد بأهل القرية تجاهلوه، ومزّق الذئب أغنامه والصبي يصيح ويبكي، والعبرة أن الكاذب لن يصدّقه أحد حتى لو صَدَق.

ومنها قصة الوزّة التي تبيض ذهباً، وفرح بها صاحبها والذي لم يكن له من الثراء نصيب، فكان يأخذ البيضة الذهبية كل يوم ويبيعها ويعيش عيشة كريمة، حتى فكّر ذات يوم وقال: لمَ أنتظر هذه البيضة كل يوم؟ فَلأشق بطنها وآخذ كل الذهب دفعة واحدة! وهذا ما فعله، فلما عاينَ أحشاء الوزّة الميتة لم يجد شيئاً، فعض أصابع الندم، وتعلّمنا من هذه أن الجشع خصلة مذمومة وقد تورِث حسرة عاجلة.

ومن تلك الحكايات القصة المذكورة في صدر هذا المقال، وهي قصة معروفة بَطَلُها الأرنب المغرور والسلحفاة الصبورة، فذات يوم أتى الأرنب وأخذ يسخر من السلحفاة ويُفاخرها بجريه السريع ويضحك من بطئها المعروف، فنظرت إليه السلحفاة وتحدّته أن يسبقها، فاستلقى الأرنب ضاحكاً وتهكم بها، وقال: أنّى لكِ أن تسبقيني وأنت بطيئة عاجزة وأنا سريع رشيق؟ فلما أصرّت السلحفاة وافق الأرنب، واتّخذ الاثنان طريقاً وسط الغابة، فلما بدأ السباق انطلق الأرنب ولم تكن إلا ثوانٍ معدودة حتى سبق السلحفاة وخلّفها وراءه، فلما وصل مسافة بعيدة لا يرى فيها السلحفاة قال: لا زال هناك وقت وأستطيع أن أسبقها متى ما شئت، فلأنَم قليلاً في هذه الروضة. واتّكأ على شجرة ونام، وأثناء هذا كانت السلحفاة تزحف ببطء وإصرار، ولما استيقظ الأرنب تثاءب واتجه نحو نقطة النهاية ليكمل السباق، وفوجئ بالسلحفاة قد سبقته بينما كان يغطّ في سباته، فأخذ يندب حظه العثر، ولكن لم يكن للحظ دور هنا، بل إهماله هو ما أخْسَرَه، والعبرة أن من يمضي في شأنٍ بعزيمة وإصرار فسيصل إلى هدفه ولو كان بطيئاً.

رغم أنها قصة رمزية هدفها العِبرة إلا أن قصة مثل هذه حصلت فعلاً بين البشر! ذلك أن أستراليا تستضيف كل سنة سباقَ تحمُّل في المسافة بين سيدني وميلبورن، يقطعها المتسابق على قدميه، طولها 875 كيلومتر، يُعرَف بأنه من أشقِّ السباقات في العالم، يحتاج عادةً إلى خمسة أيام لإتمامه ولا يستطيعه إلا أقوى الرياضيين الشباب، وحتى هؤلاء يتمرّنون تمارين خاصة بهذا السباق.

في عام 1983م تقدّم رجل اسمه كليف يونغ بطلب الانضمام للسباق، وأثار هذا الطلب دهشة المنظّمين لما قرأوا معلوماته، فقد كان عمره 61 سنة! لما انتشر الخبر بدأ الناس بالتهكّم من كليف، واستنكروا أن يحاول شيخ مسابقة رياضيين في قمة لياقتهم وشبابهم، وحاولوا أن يُثنوه عن هذه المهمة المستحيلة إلا أنه أصر، ولما وقف المتسابقون على خط البداية رَمَق الشبابُ هذا الشيخ بنظرات السخرية، وبدأ السباق وانطلق الشباب تاركين كليف وراءهم كما هو متوقع، وقطعوا شوطاً كبيراً ثم ناموا قليلاً ليرتاحوا، وطريقة السباق المعروفة أن يهرول أو يمشي الشخص 18 ساعة ثم ينام 6 ساعات، وهذا مسموح به، غير أن كليف لم يعرف هذا! فأكمل مسيرته بلا نوم، حتى أتت الليلة الأخيرة، وإذا بكليف أول من ينهي السباق وسط ذهول الشباب وإحراجهم، ولما أعطوه الجائزة (10 آلاف دولار) دُهِش، وقال إنه لم يتسابق للمال، وفرَّق الجائزة بين بقية المتسابقين الذين ساروا على خُطى الأرنب ولم يتّعظوا!.

Twitter: @i_alammar

الحديقة
حكايات قديمة تحولت إلى واقع!
إبراهيم عبد الله العمار

إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة