Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 30/04/2013 Issue 14824 14824 الثلاثاء 20 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مصرفية

يعجبني هؤلاء الشباب الذين لم تنهض بهم العشيرة، ولم يرفعهم «داء الزمان» الواسطة.. تجدهم يبلغون برؤوسهم المراتب العليا، ويصنعون أمجادهم بأيديهم بعد أن صارت المناصب في قطاعاتنا المالية

والحكومية حكراً على طبقة «الواسطة» و «أبيض بياض» الناس، إلا من رحم ربي.. تجدهم قد ذللوا الصعاب وجندلوا المشككين والمثبطين.

ما أطعم النجاح عندما يأتي من سواد الناس.. ما أجمل ذلك عندما تجلس على كرسي النجاح الذي لم تبلغه إلا بعد استِصحاب العزائم.

يعجبني ذلك العصامي البسيط، الذي توكل على الله، وسادَ بشرفِ نفسِه لا بشرف آبائه، فنال العلا بكدّه واجتهاده ونال المجد بعِلمه وهمّته.

ويقابله، كما تقول معاجمنا، العظاميُّ، وهو من ساد بشرفِ آبائه ليبلغ من دون جهد منصبه الحالي.

ما أكثر هؤلاء الشباب الموهوبين الذين يرجعون من الابتعاث، ولا يجدون عملاً لهم (لا لشيء إلا لأنهم لم يكونوا من «بياض الناس» الذين تُجلب لهم الوظائف جلباً إلى عتبة أبوابهم أو أنهم لا يحظون بشرف معرفة أصحاب «الواو»).

لقد كنت مثلهم قبل سنوات ومررت بمثل معاناتهم.. هذا وأنا كنت محمَّلاً، بعد توفيق الله، بثلاث شهادات ماجستير!.. إلا أن هذه الشهادات قد انقلبت ضدي بعد أن أصبحت «overqualified».

ضاقت بي الدنيا ذرعاً، وأنا لا أصدق ما يجري لي.. لم أيأس وتوكلت على الله حتى وصلت لدرجة أنني ارتضيت لنفسي أن أعمل مجاناً مع البنوك لفترة شهرين حتى يقتنعوا بكفاءتي.. ومرت الشهور وبدأ والدي يقتنع بصعوبة إمكانية عملي بالبنوك المحلية بعد أن خاطبتهم جميعاً، وبدأ في نفس الوقت يتقبل على مضض عملي خارج الوطن.. حتى أحد الـ (headhunters) الغربيين، وهو الشخص المسئول عن توظيف المصرفيين، لم يصدق ما يجري لي في بلادي، ولن أبالغ أبداً عندما أقول إنه بدأ «يشفق» عليَّ!!. وقال لي وهو يتحدث من لندن: «يبدو لي أن البنوك السعودية لا تُقدر المواهب كما تفعل البنوك العالمية.. ويبدو لي أن مكانك هناك».

وبالفعل صدق حدس هذا البريطاني وهو «يصدح»من أقصى الأرض!.. لينتهي بي المطاف بالعمل لدى مؤسسة عالمية مرموقة، وبالتحديد ببرنامج خاص بالموهوبين في قطاع المالية الإسلامية.. وكان على العبد الفقير هو وزملاؤه أن يتنافس مع 700 متنافس من حول العالم، ليتم اختيار، وبكل نزاهة، اثني عشر منهم.. وعندها دارت الدنيا وأصبحت أقابل في مفاوضاتنا واجتماعاتنا، بالنيابة عن المؤسسة التي أعمل لها، مديري البنوك الذين كانوا يتحاشون مقابلتي عندما كنت أبحث عن وظيفة!.. ليس هذا فقط، بل أصبحت أتلقى اتصالات من بعض هذه البنوك السعودية للعمل معهم، بعدما كنت مستعداً للانضمام معهم قبل سنة بدون مقابل!

mkhnifer1@gmail.com
*مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لمجموعة «ادكوم آكادمي» المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية.

نافذة تثقيفية
عصامي في زمن «الواسطات!
محمد الخنيفر

محمد الخنيفر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة