اطلعت على ما تم نشره في (الجزيرة) عدد 14811 وتاريخ 7-6-1434هـ عن الرحالة المتأخر النمساوي ماكس رايش في عهد الملك الراحل الملك سعود بن عبدالعزيز - طيّب الله ثراه- وعن مشاهداته وانبهاره بمنطقة نجد وشمالها وفترة إقامته في المملكة، حيث خلص بإصدار كتاب (ملك في المشرق - رحلة إلى المملكة العربية السعودية) والدكتور ماكس من مواليد النمسا 1912 - 1985م وهو مهندس وهاوي رحلات، حيث زار البحرين والكويت والعراق والأردن ولبنان وسوريا وبعض دول إفريقيا بسيارته التي أبهرت كل من رآها من الداخل، حيث تم شحنها من إيطاليا إلى لبنان. ولا يفوتني أن أؤكد أن كل الباحثين والمطلعين والمتابعين انبهروا من رحلته وقاموا بتوثيقها وجعل من مصاف رموز الرحالة الذين سبقوه. ولا ننسى الدور والجهد والحس الثقافي والفكري والتاريخي الذي قامت به الملحقية الثقافية السعودية في برلين تحت إشراف ومتابعة د. عبدالرحمن الحميضي الذي يُشكر على جهده الثمين. ونشير إلى أن كثيراً من الرحالة الذين سبقوا د. رايش إلى الجزيرة العربية في بداية الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، أعطوا وصفاً دقيقاً لجغرافية تاريخ المنطقة وأبلوا بلاءً حسناً في ذلك، وإن كان الكثير منهم ممن كتب وغالط وخالف الحقيقة بما كتبوه في مخطوطاتهم وكتبهم مما يحملونه من حقد على تاريخ الجزيرة العربية. وهنا بادئ ذي بدء يا دكتور عبدالرحمن أن تكتمل دائرة بحثكم وجهدكم الثمين عن الرحالة الأوروبيين وما تركوه من وثائق ومخطوطات. بأن يكون هناك تنسيق وترتيب وتواصل مستمر مع دارة الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه- فهذه الدارة والقائمين عليها وعلى رأسهم د. فهد السماري بتوجيهات ومتابعة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي دائماً وأبداً يخصص جزءاً من وقته لترؤس جلسات الدارة، حيث لديها الإمكانات العلمية الناجحة بأعضائها المختصين والمهتمين بدراسة ومتابعة الوثائق والمخطوطات التي تخص تاريخنا المجيد، حيث يوجد آلاف الوثائق والمخطوطات التي تعج بها مكتبات أوروبا سواء في برلين أو أمستردام وغيرهما من المدن الأوروبية، فمزيداً من البحث عن هذه الوثائق والمخطوطات حتى نرى دائرة معارف كاملة باسم الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه- وتكون علمية ثقافية وفكرية عن الرحالة والمستشرقين الذين قدموا إلى الجزيرة العربية وتكون مرجعاً للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ بلادنا.