Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 01/05/2013 Issue 14825 14825 الاربعاء 21 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

طرحت في مقال يوم الأربعاء الماضي سؤالا عما إذا كنا بحاجة إلى مصحات اجتماعية؟ واشرت في معرض الحديث عن ذلك إلى أن الامراض الاجتماعية ربما تكون أكثر خطرا على مجتمعنا من كثير من الأمراض البدنية والنفسية، خاصة أن أثر الأولى متعد وليس لازما في معظم الأحوال، مذكرا بأحد الأمراض الاجتماعية المتفشية في هذا المجتمع الكريم.

ولما تلقيته من ردود فعل ايجابية حول أهمية طرح هذا الموضوع لما له من تبعات اجتماعية وصحية واقتصادية فقد حاولت من خلال قراءة شخصية -غير علمية- أن اقف على بعض العادات والأمراض الاجتماعية المتفشية في مجتمعنا الكريم. وقد لاحظ الفقير الى ربه أن هناك على الأقل 22 عادة اجتماعية سيئة ربما تمثل عائقا من عوائق التنمية الوطنية بمفهومها الشامل. يمكن اختصارها فيما يلي:

السهر من غير ضرورة، الاسراف في المأكل والمشرب، النقد بهدف النقد، التنافس على المظهر، التساهل في تجريح الآخر، عدم التسامح، حب الانتقام، صعوبة قبول الرأي الآخر، الحسد والغيرة رغم ازدياد الرفاه، تتبع الأخطاء والزلات، الميل لإشاعة العيوب والهفوات، قلة شكر المنعم، البخل في شكر الآخر، كثرة التذمر، قلة الاهتمام بالوقت، الركون الى الدعة، الاغراق في استخدام وسائل الترفيه، قلة الانتاج، حب الذات، العزوف عن الأعمال الاجتماعية، الاغراق في حب الماديات، الخلط بين العادات والعبادات.

وحتى لا يظن القارئ الكريم أن ذلك من جلد الذات فإنه تجدر الإشارة هنا إلى أن مجتمعنا ولله الحمد يزخر بصفات وعادات اجتماعية عظيمة وفريدة لا تتوفر في كثير من المجتمعات، وكما يقال كفى المرء نبلا ان تعد معايبه. وقد اشرت إلى بعض العيوب الاجتماعية لأننا مجتمع يطمح للكمال وينظر إلى الأعلى ويحمل رسالة سماوية عظيمة يريد من خلالها أن يكون قدوة لشعوب الأرض.

والاستدراك الآخر هو أن ذكر هذه الأمراض الاجتماعية جاء على سبيل الملاحظة وبهدف التحذير فقط ولا يعني أنها ظواهر اجتماعية بالمفهوم العلمي للظواهر. حيث أن المجتمع ولله الحمد يضم فئات بعيدة كل البعد عن الوقوع في مثل هذه الأمراض ولكن المشكلة هنا أن هؤلاء الأصحاء يعانون من الأثر المتعدي لتلك الأمراض كما اسلفت.

وباختصار فإن الذي اردت الاشارة اليه هو أننا بحاجة إلى مراجعة النفس والوقوف مع الذات وتقويمها ومحاولة تلمس المسار الصحيح. ومن جانب آخر فإنني اتطلع إلى ايجاد مركز متخصص -ربما في وزارة الشئون الاجتماعية- يهتم في قراءة الأمراض الاجتماعية والعمل على معالجتها قبل استفحالها. نريد بالفعل أن نكون «خير أمة اخرجت للناس».

فهل إلى ذلك من سبيل؟

@falsultan11

نعم نحن بحاجة إلى مصحات اجتماعية
د. فهد صالح عبدالله السلطان

د. فهد صالح عبدالله السلطان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة