Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 02/05/2013 Issue 14826 14826 الخميس 22 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

هجرة العقول العربية إلى الخارج
أحمد علي الأحمد

رجوع

لئن كان الإنسان هو أكبر ثورة للوطن فإن البلدان النامية ومنها البلدان العربية تخسر هذه الثروة سنويا وبشكل يستنزف شبابها الذين يهاجرون من أجل التخصص في الخارج دون أن يعودوا إلى أوطانهم فتستفيد منهم البلدان التي أقاموا فيها حيث وصلوا إلى أعلى المراتب في مختلف الحقول.

ويعتبر العرب رائدين في هذا المجال فهجرتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف البلدان الأوروبية تعود إلى الحرب العالمية الأولى. وكم من مؤسسة أمريكية أو أوروبية سجلت إنجازات ضخمة في ظل مهاجرين عرب وكم من اختراع وعمل فني أحدث ضجة عالمية وكان وراءه خبير عربي.

روي أن أحد الخبراء العرب وهو متخصص في المنشآت البترولية كمصافي التكرير وغيرها، أراد بعد غياب طويل من التخصص والعمل في الخارج العودة إلى وطنه تلبية لدعوة الحنين المنطلقة من داخله وبعد عودته اطلع المسؤولون في بلده على مجال اختصاصه ومنصبه الرفيع الذي يشغله في شركة بترولية أجنبية فرحب هؤلاء به وأشادوا بوطنيته ولكن بعد طول انتظار لم يضعوا خبيرهم العائد إلى الوطن في المكان المناسب لاختصاصه. الأمر الذي حمله على الهجرة ثانية والعودة من حيث أتى.

بعد مدة تعطلت إحدى المنشآت البترولية في البلد العربي نفسه، ومن أجل إصلاحها جرت عدة اتصالات مع شركات عالمية، ووقع الاختيار على الشركة التي يعمل فيها الخبير العربي، فانتدبه للقيام بعملية إصلاح العطل وكانت دهشة المسؤولين العرب بخبرته فانهالوا عليه بالعروض، التي رفضها وفضل العودة إلى من يقدر خبرته أكثر ويحافظ عليها، ويساعده على تنميتها.

تلك ليست الحادثة الوحيدة بل غيرها الكثير يتداوله المغتربون في الخارج في مجال المغتربين العرب في الخارج، في مجال الاستشهاد وبعدم اهتمام المسؤولين في بلدانهم وبخبرتهم وتقديرها والاستفادة منها وعلى عكس ما يجدونه في البلدان التي يعملون فيها.

وبالطبع لا يمكن التعميم في هذا المجال لأن هناك عددا ولو ضئيلا من الخبراء الذين عادوا إلى أوطانهم ويعملون فيها حسب اختصاصاتهم.

أما الميادين التي غالبا ما يتخصص في العرب في أوروبا وأمريكا فهي تتراوح بين الطب النووي، واستخدام الطاقة الشمسية، وهندسة النظم إلى قياس الصوتيات تحت الماء والكمبيوتر والتدريب المهني للنساء ومكافحة تلوث البيئة.

إن نجاح المهاجرين العرب في مجال دراساتهم وإحراز النجاح أسفر عن تنافس بين الدول مثل باكستان التي تمتلك القنبلة النووية، وغرينادا والهند وحتى الصين والفلبين قطعتا شوطا كبيرا في هذا المجال.

وباختصار فإن الخبراء يشتركون مع مواطنيهم في التقاليد والثقافة مما يسهل عمل نقل المهارة إلى حد كبير، علما بأن المواطنين يتقبلون الانتقاد الصريح من أبناء بلدهم أكثر من الأجنبي الذي قد يرفضه وهناك فائدة مالية أيضا في النفقات لأن المستشارين المغتربين على استعداد للتنازل عن بعض أجورهم ولاء لبلدانهم.

والفائدة الأهم هي استمرارية اتصال الخبير بمواطنيه في بلده.

ويأتي دور الأمم المتحدة التي لا تواجه مشكلة في إيجاد الخبراء المغتربين لأن كثيرا من أولئك يرحبون بفرصة للإسهام بتنمية بلدانهم الأصلية.

يبقى على البلدان العربية التي تقوم بجهود مكثفة وباتصالات مستمرة مع الدول الصناعية سواء في الشرق أو الغرب للحصول على التكنولوجيا لأنها في حاجة ماسة إليها لتنمية اقتصادها بأن تعتمد على إستراتيجية ذات برنامج واسع يشمل كافة التخصصات. وعليها أن تتبنى برنامجا طموحا لاجتذاب خبرائها المغتربين في مختلف بلدان العالم والاستفادة منهم.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة