Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 04/05/2013 Issue 14828 14828 السبت 24 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

صاحب السمو أمير دولة الكويت.. أهنئكم يا سيدي بشعبك الذي يحبك ويحب تاريخه ويحب أصالته ويحب عروبته ويحب خليجه ويحب حريته ويحب تنميته، ومهما اختلفت تيارات شعبكم يا سيدي فالخلاف لا يتعدى حدودا محرمة، ولا يمس ما اتفق الشعب كل الشعب على حبه والإخلاص له وتنزيهه.

حضرت إلى الكويت بدعوة كريمة من هيئة ملتقى الإعلام العربي، وشاهدت بعيني ما كنت أسمعه عن الإنسان والمكان، ووجدت السياسة بحراكها وعراكها، وحرصت على مقابلة أشخاص من مختلف التيارات، واستمعت إلى من يمثلون وجهات النظر التي تتساجل في ساحات الديمقراطية الكويتية ذات الخصوصية.

قابلت وزراء في الحكومة ورئيس مجلس الأمة وعددا من نواب المجلس الذي تشكك تيارات شعبية بشرعيته، واستمعت لمن يصعدون المنابر وهم متشنجين، استمعت إليهم وهم في حالة أكثر هدوءا مما يظهرون عليه في القنوات التلفزيونية المحلية الكثيرة والمسيسة، كل شخص قابلته كان يحاول أن يقنعني بأنه وجماعته مظلومين وأصحاب الحق الضائع، والأكثر خوفاً على الكويت ومستقبلها. هذا هو الحراك السياسي، ومن يريد أن يكون جزء من الحراك عليه أن يمتلك حجة أو قضية يمكن اعتبارها عادلة.

في الكويت إيمان بالوطن ولكن لكل مواطن حلم يختلف عن الآخر، ولكل جماعة رؤيتها التي تختلف عن رؤية غيرها من الجماعة أو التيارات التي تشكل المشهد السياسي في البلاد، شباب الكويت يعرفون أن “كويتهم” صانعة الذائقة، وملهمة المبدعين، ونقطة الضوء المتحضرة في منطقة كانت تفاخر بـ”كويتها” المتألقة والمختلفة، هؤلاء الشباب يعرفون ماضيهم، لكن الحاضر أصبح أكثر تعقيداً بفعل السياسة، ولأن أحداث وقتنا فيها الكثير من المعكرات لصفو أي مجتمع يضم أطياف مختلفة، ورغم ذلك يعيش الكويتيين “كويتهم” بحب منقطع النظير، وبصدق لا يعرفه سوى من تنفس الوطن وأسكنه في قلبه.

ما يخشاه الوسطيون وهم قلة في المجتمع الكويتي، وأقصد بالوسطيين من لا يلقون بالاً لسجالات السياسيين وصراخهم، ويكتفون بالضحك على النكات السياسية التي يطلقها الخصوم على بعضهم، ما يخشاه هؤلاء أن يتحول التنافس السياسي إلى استعراض قوة يدمر ما بقي من أواصر بين أفراد المجتمع، وهم محقين في خشيتهم، لأن الديوانيات بدأت تصبح لوناً واحداً وهذا مؤشر فيه شيء من الخطورة، لأن كلمة “الربع” وتعني باللهجة الخليجية “الأصدقاء” أو رفاق الجلسة، كانت في السابق تعني مجموعة الأصدقاء أو الرفاق دون النظر إلى تياراتهم أو انتماءاتهم القبلية أو الطائفية، وأصبحت اليوم تدل على مجموعة الأصدقاء الذين تجمعهم ذات الانتماءات السياسية، وهذا خطير للغاية، والأكثر خطورة أن يستغل الطامحين والراغبين في السلطة هذا الأمر وتنقسم الكويت لا سمح الله إلى “كويتين”!

الطائفة والقبيلة لا يمكن أن تكون حزبا سياسيا في الخليج، ومن يحاول اللعب بورقة القبيلة أو الطائفة، يلعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيخسر كل شيء، لأن الدين لا يقبل أحد المساس به، والوطن لا يمكن أن يكون خصما للمعتقد بل حاميا له، والوطن هنا ليس سلطة فحسب بل الأرض والناس والأصدقاء والزملاء والأحلام والماضي والمستقبل، وكذلك القبيلة، لأنها هوية وتاريخ وانتماء لا يتخيل أحد أن ينفصل عن الوطن بمفهومه الشامل، كل إنسان يحمل هوية البلد لا يجوز فرزه وتصنيفه وإقصاؤه لتبقى الدولة قوية وآمنة ومطمئنة.

حمى الله الكويت بكل أطيافها.. تحت ظل حكامها الكرام، والشكر كل الشكر للأخ الغالي ماضي الخميس أمين عام هيئة ملتقى الإعلام العربي، والشكر الكبير لمعالي الشيخ سلمان الحمود الصباح.. الشكر للكويت التي نحب.

Towa55@hotmail.com
@altowayan

عن قرب
صباح الكويت.. حب وصدق وأمل
أحمد محمد الطويان

أحمد محمد الطويان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة