Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 04/05/2013 Issue 14828 14828 السبت 24 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

سألني أحدُ البلجيكيين الذين التقيت بهم في بروكسل: هل صحيح أن الناقة لا تدرّ لبنًا إلا إذا أحبت صاحبها ووثقت فيه وسعدت برؤيته؟!

لم أملك الجواب ولم أشأ أن أقلل من قيمة المعلومة التي يحملها فسألته عن المصدر؟! فقال: فرانك سميتز صاحب أول مزرعة للإبل في أوروبا في جنوب هولندا!!

صاحب هذه المزرعة أو «الذود» هولندي تخرج في كلية الزراعة وهو يحمل في داخله الكثير تجاه الإبل والاستثمار في منتجاتها، ولأنه يملك هذه الرؤية الحميمية تجاه الإبل فإنّه يعاملها كخليلات ويؤكِّد أن الإبل تتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الذكاء والإحساس بما حولها، حين بدأ تجربته بإنشاء أول مزرعة للإبل في أوروبا اصطدم بعقبة التشريعات التي تمنع استيراد الإبل من خارج أوروبا، فكانت أولى بدايات المشروع مجموعة صغيرة من الإبل استوردها من جزر الكناري، وحين بدأ الإنتاج من مشروع الإبل اصطدم بعقبة أخرى وهو منع الحلب بالأيدي في أوروبا فاخترع أول ماكينة لحلب الإبل في العالم.

في بداياته التسويقية حاول اختراق مجتمع المهاجرين في هولندا خصوصًا من الصوماليين والمغاربة الذين يعرفون حليب الإبل وتعوَّدوا على شربه في بلدانهم الأصلية، كان يذهب ببعض الحليب الذي أنتجه إلى الجوامع ويسقي المصلِّين عند خروجهم كأسًا من إنتاج مزرعته، فإذا سألوه: أين يمكننا شراءه؟ أرشدهم إلى المحلات التي تعرض منتجاته وقد بلغت الآن 50 محلاً في هولندا.

لم يكتف الرَّجل ببيع الحليب فقط، بل طوّر منتجات خاصة بالتعاون مع مصانع للصابون وكريمات التجميل مستخلصة من الإبل.

وأنا أقرأ في تجربة الرَّجل وأفق استثماره الذي تدعمه البحوث التطبيقية في أوروبا حول فوائد حليب الإبل ومنتجاته في علاج السكر والكثير من الأمراض بالإضافة إلى لحومه وإمكانية تطوير منتجاتها، تملكني العجب والتساؤل حول قومي الذين أعمت بصيرتهم مزايينهم فتطاولوا بها وفرّقوا المجتمع إلى قبائل وأحساب دون إنتاج أو ابتكار، حتَّى حين وصلت أسعار الإبل لدينا ملايين الريالات وبعيدًا عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك لم يستثمر أيًا منهم ذلك بإنشاء مراكز متخصصة للأبحاث وتطوير منتجات الإبل لتأسيس صناعة غذائيَّة تدعم أصحاب هذه الأموال أولاً وتدعم اقتصاد بلادنا الذي يبحث عن كل ما يدعم تنوّعه... أشعر بالأسى أنّه رغم كل هذا العدد الهائل من عشاق الإبل في بلادنا لم نرَ فرانك سميتز واحدًا!

عبر تويتر: fahadalajlan@

عاجل للإفادة
فرانك سميتز.. رسالة إلى أهل مزاين الإبل!!
فهد عبدالله العجلان

فهد عبدالله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة